إنّ السمات الشخصية للمرشّح هي عماد التسويق السياسي؛ إذ تعدّ رکيزة أساسيّة فيه، ولهذا تتّکئ عليها الأحزاب السياسيّة حال إجراء العملية الانتخابيّة؛ قصد جمع الأصوات والتأييد الجماهيري.
 ومن هنا، فإنّ الهدف من الدراسة يکمُنُ في معرفة أثر هذه السمات على کسب الرأي العام جرّاء إبراز الخصائص والسمات الشخصية للمرشح السياسي وعرضها، ثمّ بيان درجة ملائمتها للسوق السياسيّ المستهدف؛ فضلاً عن التعرف على الأسس والمباديء التي يتم اختيار المرشح من قبل الناخب. ولتحقيق هذه الغاية، قامت الباحثة بأخذ 12 سمات کأبعاد رئيسة لقياس السمات الشخصية للمرشح السياسي، وإعداد استمارة الاستبيان، وتوزيعها عشوائيّاً من خلال موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوک) ٳذ تمت ٳيصالها ومعاينتها من قبل 90,000 مستخدم، ٳلا ٲن الٳجابة عليها کانت1725، نظرا لتخصصيتها، ولکن مع هذا فالاستمارات التي تمت الٳجابة عليها کلها کانت صالحة للتحليل.
وتوصلت الدراسة إلى أنّ السمات الشخصية التي يتميز بها المرشح السياسي من العوامل المؤثرة في إقناع الناخب؛ إذ يعتمد عليها حال اتخاذ قراره التصويتي. کما وأنّ سمة الأمانة، أي: أن يکون الناخب أمينا ذا ثقة بالنفس هي من أهمَّ السمات الشخصية التي تلائم سوق الناخبين المستهدف وتجذبهم، ثم تليها مرتبةً سمة المثابرة، ثمّ سمة الإخلاص تأتي ثالثة. ومن ثمّ تليها هذه السمات على التوالي: الکاريزما، والتعاونيّة، والتواضع، والذکاء، والودّ، والهيمنة. ومتزامناً مع هذه الصفات، فإنّ غالبية أفراد العينة لايقومون بتصويت المرشح الذي يتّسم بسمة الخداع بالدرجة الأولى، ثمّ سمة التعقيد کدرجة ثانية، وصفة العدوانية کدرجة ثالثة.
 وفيما يخصّ توصيات الدراسة، فإنّها ترى ضرورة ترکيز الناخب على السمات الشخصية للمرشّح السياسي والاعتماد عليها حال اتِّخاذ قراره التصويتي؛ سيّما السمات العقلية والوجدانية، کما ويبتعد عن تصويت المرشح بناءً على المظهر والصفات الجسمية. أمّا الأحزاب والقوائم السياسية فترى الدراسة من الأهميّة بمکان، أنْ ترشّح المرشّحين من هم ذا شخصية رصينة تتلائم مع سوق المستهدف کسمة الأمين بالدرجة الأولى, والمثابرة بالدرجة الثانية، والإخلاص بالدرجة الثالثة. وفي الوقت نفسه، تبتعد عن ترشيح المرشحين الذين يتحلّون بسمة الخداع والتعقيد والعدوانيّة؛ لأن هذه السمات لاتلائم سوق الناخبين، ولاتشبع حاجاتهم ورغباتهم، وبالنتيجة تعقّد عملية اختيار النائب الحقيقي في البرلمان.