لاحظت الباحثة تغير واضح في الأنماط السلوکية التي تعکسها الدراما التليفزيونية المصرية في السنوات الأخيرة، فرکزت على قيما سلبية وعلاقات شاذة ومعايير معکوسة،وسلوکيات غربية، والغريب أن هذه الدراما تلقى اعجاب عدد لابأس به من الجمهور المصرى بکافة فئاته تارة ، وتثير الجدل بين أفراده تارة أخرى، فهناک من يؤيدها بشدة ،ويعتبرها انعکاس لواقع المجتمع المصرى ،والبعض الأخر يراها انعکاس لنمط غريب من السلوکيات والعلاقات الاجتماعية التي لا تمت بصلة للمجتمع المصرى، ومن هنا يتبادر تساؤل هام للذهن هل الدراما المصرية تعکس نمط واقعى من السلوکيات الاجتماعية ،أم أنها تروج لأنماط من السلوکيات المنحرفة ،وغير الأخلاقية والتي لا تعبر عن المجتمع المصرى؟ ولو کانت هکذا فهناک ثمة تساؤل أخر لماذا تحاول الدراما المصرية الترکيز على هذا النوع من الأنماط السلوکية ،وتقديمها من خلال شخصيات محورية ؟وهل يعنى اقبال الجمهور عليها أنه على استعداد لتبنى ،ومحاکاة هذه الأنماط من السلوکيات ، أم أنها أثارت اعجاب الجمهور لأنه غير قادر على تحقيقها في الواقع، ولذلک تسعى هذه الدراسة للاجابة على هذه التساؤلات،من خلال صياغة مشکلة الدراسة فى التساؤل الرئيسى التالى. ما الأنماط السلوکية المستحدثة التى تعکسها الدراما المصرية وعلاقتها بتبنى الشباب لها.

وقد توصلت الدراسة لعدة نتائج من أهمها:
- تناول المسلسل العديد من الشخصيات المختلفة فى أعمارها ،ومستوياتها التعليمية ،وإن کان معظمها ينتمى للطبقة المتوسطة.
- أن الشخصيات من (سن 26إلى 35) کانوا الأکثر قيام بالأنماط السلوکية المستحدثة بالمسلسل بنسبة (72.7%).
- أن الأنماط السلوکية المستحدثة بمسلسل سابع جار قام بها الذکور والاناث بفارق ضعيف ،وقد يرجع ذلک إلى أن معظم السلوکيات المستحدثة التى تم تحليلها بالمسلسل هى نتاج لردود أفعال ، وتفاعل لشخصيات ذکورية مع نسائية
- أن أکثر الشخصيات قيام بالسلوک المستحدث بالمسلسل الشخصيات ذات المستوى الاقتصادى المتوسط ،وبفارق کبير جدا عن  الشخصيات ذات المستوى المرتفع.
- أن معظم الأنماط السلوکية المستحدثة التى تم رصدها بالمسلسل سلبية وتتفق نتيجة هذه الدراسة مع دراسة محمد بن فهد الجبير(2016)  التى أشارت إلى أن الدراما تتضمن مضامين ذات أبعاد ثقافية السلبية.
- أن الأنماط السلوکية المستحدثة التى تم رصدها فى المسلسل تمت فى إطار متنوع ،ومتعدد من العلاقات الاجتماعية مابين الصداقة،والحب،والجيرة،والعلاقات داخل الأسرة، وإن کانت السلوکيات المستحدثة بارزة بشکل أکبر خارج إطار الأسرة.
- انخفاض کثافة مشاهدة الدراما المصرية بشکل عام  لدى الشباب عينة الدراسة،حيث يشاهدها الشباب لمدة ساعة فقط يوميا ، وتتفق نتيجة هذه الدراسة مع دراسة ليون(2015) التى أشارت إلى أن 62% من الکوريون يقضون ساعة يوميا لمشاهدة الدراما.