في ضوء المستجدات السياسية والتحولات المجتمعية - التي تمر بها البلاد منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وما واکبها من تحولات سياسية وأمنية في المنطقة العربية - تظهر الحاجة لإعادة تقييم الذات في مجال البحث العلمي الإعلامي العربي، وضرورة تعظيم الاستفادة من الدراسات السابقة العربية منها والأجنبية، مما يمثل خطوة نحو إمکانية عقد المقارنات والانطلاق للتخطيط لرؤية بحثية أکثر عمقا. لذا تتبلور مشکلة الدراسة في رصد وتحليل أخلاقيات المعالجة الإعلامية للإرهاب کما درستها بحوث الإعلام.
کشفت مراجعة التراث العلمي المتعلق بأخلاقيات المعالجة الإعلامية لقضايا الإرهاب في الفترة من عام 2012 إلى عام 2018 عدم وجود فروق واضحة بين البحوث العربية والبحوث الأجنبية في الاهتمام بدراسة أخلاقيات المعالجة الإعلامية للإرهاب؛ حيث توصلت الدراسة التحليلية إلى أن 37 بحثا من عينة الدراسة اهتمت بدراسة المعايير المهنية والأخلاقية للمعالجة الإعلامية للإرهاب، بينما 60 بحثا من عينة الدراسة تناولت أخلاقيات المعالجة الإعلامية للإرهاب بشکل ضمني من خلال معالجة هذه الأبحاث للعلاقة بين وسائل الإعلام والإرهاب.
وقد خلصت الدراسة التحليلية إلى اتفاق کل من الأبحاث العربية والأبحاث الأجنبية في دراسة کل من جوانب الممارسة المهنية والأخلاقية للمعالجة الإعلامية للإرهاب، ودراسة الضغوط والمشکلات التي تعوق الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية. بينما ظهر الاختلاف في أن الأبحاث الأجنبية کانت الأکثر اهتماما بدراسة العوامل المؤثرة على المعالجة الإعلامية للإرهاب، بينما اهتمت الأبحاث العربية برصد مقترحات مواجهة التحديات المهنية والأخلاقية عند معالجة الإرهاب في وسائل الإعلام