هدفت الدراسة الحالية الوقوف عند أحد الأساليب اللغوية الدخيله التى حلت  بلغتنا العربية ، فى ظل ظهور ما سمى "بالإعلام الجديد" أو مواقع التواصل الاجتماعى ، التى أصبحت تحتل موقع الصدارة فى عمليات الاتصال الإنسانى على مستوى کل المجتمعات ، بل باتت هى الوسيلة الأهم التى يعتمد عليها الناس فى اتصالاتهم مع بعضهم البعض. وقد صحب ذلک الاستخدام أحد الظواهر التى يراها کثير من المختصين جانباً سالباً ومهدداً يزيد من ضعف اللغة العربية کلغة يفترض أن تکون هى الأصل المستخدمة فى وسائل الاتصال فى المجتمعات العربية ... وهى ظاهرة کتابة الکلمات العربية بحروف لاتينية فيما يسمى بلغة "الفرانکوآراب". وهى لغة ذات مصطلحات خاصة تختلط فيها اللغة الأجنبية بالعربية ، وزاخرة بالأخطاء الإملائية والنحوية ، ويسمح فيها باستخدام بعض الأرقام مکان الحروف ، وکذلک الاختصارات والرموز، والرسوم والصور، والکلمات الإيحائية إلى جانب النص اللغوى.
ولذلک أهتمت هذه الدراسة بالتعرف على أسباب انتشار هذه الظاهرة ، ظاهرة استخدام لغة "الفرانکوآراب" ، ومعرفة تأثيرها على اللغة العربية ، وکيفية التصدى لها ، وکذلک کيفية الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعى لخدمة اللغة العربية ، وذلک من خلال رؤية خبراء الاتصال واللغة لهذه الظاهرة.


ومن أهم النتائج التى توصلت إليها الدراسة :
- اتفق خبراء اللغة والاتصال على أنه توجد مجموعة من الإشکاليات المرتبطة باستخدام اللغة العربية على شبکات التواصل الاجتماعى من أهمها :  کتابة حروف اللغة العربية بالحروف اللاتينية، وانتشار الأخطاء النحوية واللغوية ، تراجع قيمة اللغة العربية بين الأجيال الجديدة کلغة تواصل ، وإدخال ألفاظ غير سليمة ، وأخرى متأثرة بلغات أخرى ، وتقديمها على أنها لغة صحيحة لاغبار عليها.
- اتفق الخبراء على وجود مجموعة من التأثيرات لاستخدام لغة الفرانکوآراب على اللغة العربية من أهمها : عدم الاکتراث بقواعد الکتابه الصحيحة ، وکذلک کثرة الأخطاء النحوية واللغوية والإملائية ، وعدم استخدام الحرف العربى ... کما أکد الخبراء أنه فى حال الاعتياد على هذه الطريقة فى الکتابة ستضيع اللغة العربية وسيتم القضاء على واحد من أهم فنونها وهو الخط العربى .
- اجتمع الخبراء على وجود مجموعة من التأثيرات لاستخدام لغة الفرانکوآراب على ملامح الهوية الثقافية للمجتمع العربى من أهمها: طمس الهوية الثقافية للمجتمع العربى القائمة على المکونين العربى والإسلامى ، وتزايد اغتراب الشباب عن مجتمعاتهم وزيادة تماهيهم مع الحضارة الغربية، وحدوث قطيعة مع التراث الحضارى العربى ، وضعف ارتباط الاجيال بالعلوم الدينية کالحديث النبوى والتفسير ، وضحالة المکنون الثقافى العربى لدى الاجيال المعاصرة والقادمة.
- اتفق الخبراء على وجود مجموعة من العقبات التى تحول دون انتشار اللغة العربية السليمة فى مواقع التواصل الاجتماعى من أهمها: ميل الشباب إلى استخدام لغة "الفرانکوآراب"کنوع من الوجاهة الاجتماعية ، واعتقاد الشباب أن استخدام الحروف اللاتينية هى شکل من اشکال أساليب التواصل الحديثة ، وأن الحروف العربية هى شکل من اشکال الرجعية و لا تملک القدرة على التعبير عما يريدون کتابته عبر مواقع التواصل الاجتماعى ، ورؤية الشباب لسهولة استخدام الحروف اللاتينية فى مواقع التواصل الإجتماعى.
- اتفق الخبراء على وجود مجموعة من الادوار المنوطة بالمؤسسات المعنية بالمحافظة على اللغة العربية ، تجاه الإشکاليات التى تواجة اللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعى ، من أهمها، إطلاق حملات إعلامية وتوعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعى لتوعية الشباب بالخطر الذى يهدد اللغة العربية ، والعمل على خلق مسافة وصل بين لغة الإعلام ، ولغة الفکر والأدب والإبداع الفنى.
- اجتمع الخبراء حول کيفية التصدى للإشکاليات التى تواجه اللغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعى ، على مجموعة من النقاط أهمها:  نشر الوعى بالأخطار التى قد تنتج عن استخدام اللغة العربية بحروف لاتينية عبر مواقع التواصل الاجتماعى وفى وسائل الإعلام ، وتشجيع المتخصصون فى اللغة العربية على إبداع طرق سهلة للتواصل باللغة العربية.