تلعب الأرضي الزراعية دورا مهما ورئيسيا في القطاع الزراعي فهي العنصر الوحيد الذي بدونه تکاد تنعدم العملية الإنتاجية الزراعية، ولا تُطلب الأرضي الزراعية لذاتها، وإنما تُطلب بغرض استغلالها في الزراعة، ويُعرف حق الانتفاع بالأرض لفترة زمنية محددة باستئجار الأرض من مالکها، نظير قيمة إيجارية يتفق عليها. ويعد الإيجار مؤشر هام يتم الاستناد إليه عند تثمين الأراضي، هذا فضلا عن أن الکثير من السياسات التسعيرية للمحاصيل الزراعية تعتمد على القيمة الإيجارية في تحديد صافي ربح المنتج. وتتناول الدراسة الوضع الراهن للقيمة الإيجارية للفدان والأهمية النسبية لها من تکاليف الإنتاج وعائد الفدان والتعرف على أهم العوامل التي تؤثر علي إيجار الأراضي الزراعية واختلافه من محافظة لأخرى ومن محصول لآخر. وقد اقتصرت الدراسة على أهم المحاصيل الحقلية الشتوية والصيفية.  وأشارت نتائج الدراسة إلى تزايد المساحات المزروعة خلال الفترة (1982-2010) بنحو 47%، في حين أن عدد الحيازات الزراعية قد تزايد بنحو 89% مما ترتب عليه تناقص متوسط مساحة الحيازة الواحدة من نحو 2.3 فدان إل نحو 1.8 فدان. أيضا زادات مساحة الحيازات المملوکة خلال نفس الفترة وانخفضت الأهمية النسبية للمساحات المستأجرة سواء نقداً أو بالمشارکة. کما زاد عدد الحائزون بدون أرض من نحو 396 ألف حائز وفقا لتعداد 1982 إلى نحو 965 ألف حائز وفقاً لتعداد 2010. کما أشارت نتائج  الدراسة إلى وجود فروق إحصائية معنوية بين متوسط إيجار الفدان بين العروة الشتوية والصيفية، کما تبين ارتفاع الأهمية النسبية لإيجار الفدان من إجمالي التکاليف الکلية في العروة الشتوية حيث بلغت 46% مقابل 34.5% لنظيره في العروة الصيفية. وتبين أيضا ثبوت المعنوية الإحصائية للفروق بين متوسط القيمة الإيجارية للفدان بين المحاصيل الشتوية عند مستوى معنوية 0.01 في حين لم تثبت معنوية هذه الفروق بين المحافظات في العروة الشتوية وتبين أن أقل فروق معنوية کانت بين محصول البرسيم التحريش وباقي محاصيل الدراسة الشتوية ويرجع ذلک إلى أنه أقل المحاصيل من حيث متوسط القيمة الإيجارية والبالغة نحو 2200 جنيه للفدان، بينما تقارب متوسط القيمة الإيجارية للفدان لباقي المحاصيل. کما تبين ثبوت المعنوية الإحصائية للفروق بين متوسط القيمة الإيجارية للفدان من محاصيل العروة الصيفية وأيضا لمتوسط القيمة الإيجارية للفدان لمحاصيل العروة الصيفية بين المحافظات. وبتقدير دالة إيجار الفدان لکل عروة على حدة ثم للموسم مع إدخال متغير صوري يعکس العروتين في هذه الحالة، وتحديد العوامل المستقلة استنادا على نتائج مصفوفة معاملات الارتباط کان أکثر المتغيرات ارتباطا وتأثيرا على القيمة الايجارية هو العائد الکلي للفدان، وتبين من التقديرات ثبوت معنوية المعالم المقدرة، وبلغت قيمة معامل التحديد المعدل R^2\ حوالي 52%  بالعروة الشتوية، ونحو 50% بالعروة الصيفية ونحو 57% للموسم. وبتقدير دالة الإيجار لکل محصول تبين ثبوت معنوية المعادلات المقدرة لکل المحاصيل الشتوية والصيفية موضع الدراسة، فضلا عن ارتفاع قيمة معاملات التحديد لها عن نظيرتها في حالة العروات. ولذا توصي الدراسة بضرورة النظر في السياسات التي من شأنها زيادة عائد الفدان سواء السياسات التسعيرية للمحاصيل أو سياسات النهوض بإنتاجية المحاصيل حيث أن هذه الزيادة يتقاسمها المالک مع المستأجر بقيمة محددة مسبقا بغض النظر عن ما يتعرض له المستأجر من مخاطر إنتاجية أو تسويقية، فضلاً عن ضرورة إعلان الأسعار مسبقا مثلما يتم تحديد الإيجار مسبقا.