أستهدف البحث التعرف على المردود الاجتماعى والاقتصادى للصناعات اليدوية لعينة من المبحوثات المستفيدات من برنامج تدريب المرأة البدوية على مهارات الحياة الأساسية المدرة للدخل بمحافظة مطروح, بلغ عدد المبحوثات اللاتي يديرن أعمال السجاد والحوايا والخيامية والجوبلان والنويرى 125 سيدة بجمعيات تنمية المجتمع المحلى بأم الرخم ورأس الحکمة والسوانى وسيوة. وقد أوضحت الخصائص الديموجرافية للعينة أن 60 % من المبحوثات في فئة السن من (35 - 60) سنة، وهو ما قد يعکس توفر الخبرة الکافية بالصناعات التراثية، کما اتضح ضعف المستوى التعليمى للمبحوثات ، حيث أن 42.4% منهن أميات. وتتولى 12 % من المبحوثات وحدهن الإنفاق على الأسرة من إدارة مشروعاتهن وذلک لوفاة الزوج أو لتقاعده عن العمل. ولتحديد مستوى کفاءة أداء المشروعات تم تکوين متغير مرکب من 3 متغيرات مستقلة فرعية المتغير الأول هو إستدامة المشروع فى الفترة من عام( 2006 –2016) وتم تقسيم المشروعات إلى الفترات: (1- 2 سنة) ، و (3- 5 سنة) ، ( 5 سنوات فأکثر ) . المتغير الثانى هو رأس مال المشروع : وتم تقسيم المشروعات إلى مشروعات ذات رأس مال ضعيف (1000الى أقل من 2000 جنيه) ، ومشروعات ذات رأس مال متوسط (2000 الى أقل من5000 جنيه) ، ومشروعات ذات رأس مال کبير ( أکبر من 5000 جنيه).المتغير الثالث هوعدد مرات الحصول على القرض : وتم تقسيم المشروعات إلى مشروعات حصلت على القرض (مرة واحدة فقط) ، و(2 – 5 مرات ) و (أکثر من 5 مرات) . وأوضحت النتائج أن 78,4 % من المبحوثات قد حققن مستوى منخفض من الکفاءة ( 3 درجات فقط) فى حين أن 17,6% من قد حققن کفاءة متوسطة (4-6 درجات) ، ولم تحظى سوى 4% منهن فقط بتحقيق مستوى مرتفع لکفاءة مشروعاتهن (7-9 درجات). وأن النسبة العالية للمشروعات التى تعانى من إنخفاض مستوى الکفاءة يرجع إلى أن حوالى 84,8 % من هذه المشروعات قد توقفت قبل 5 سنوات وأن 48% من هذه المشروعات تعانى من ضعف التمويل بالإضافة إلى ضعف الجدارة الإئتمانية للمشروع ، حيث لم يحصل حوالى 89,6 % من هذه المشروعات على قرض سوى مرة واحدة وتعکس هذه العوامل مجتمعة عدم توفر السيولة اللازمة لشراء مستلزمات الإنتاج ومن ثم إنخفاض المبيعات والأرباح وأخيرا فشل أو توقف المشروع مع إنخفاض کفاءة الأداء. وبدراسة المردود الإجتماعي لکفاءة أداء المشروعات الخاصة بالصناعات اليدوية بالعينة: تبين وجود علاقة إرتباطيه طردية معنوية إحصائيا بين مستوى کفاءة أداء المشروع وکل من درجة الوعى بقيمة العمل ودرجة الرغبة فى التعليم والتدريب حيث بلغت قيمة معامل الإرتباط البسيط حوالى 0,44 ، 0,47 على الترتيب. ولم يثبت وجود علاقة إرتباطيه بين مستوى کفاءة أداء المشروعات و کل من درجة الثقة بالنفس وتقدير الذات ودرجة الإلمام بقضايا المجتمع ، فغالبا ما تسعى المرأة فى المجتمعات البدوية إلى العمل کقيمة فى حد ذاته يمکنها من تحقيق أهدافها فى تحسين سبل معيشتها وأسرتها وتأخذ التعليم والتدريب وسيلة مناسبة لتطوير عملها فى حين لا تعير کثير من الإهتمام بمسألة تقدير الذات أو الوعى بقضايا المجتمع. وبدراسة المردود الإقتصادى لکفاءة أداء المشروعات الخاصة بالصناعات اليدوية بالعينة: تبين وجود علاقة إرتباطية موجبة معنوية إحصائيا بين مستوى کفاءة أداء المشروع وبين المردود الإقتصادى له متمثلا فى درجة تحسن مستوى الرفاهية والدخل (y1) ، تحسن درجة الإلمام بمبادئ إدارة وإعداد موازنة مالية للمشروع ( ( y2، تحسن درجة التفاوض فى تسويق المنتجات ( y3 ) ، تحسن القدرة الإئتمانية للمبحوثة ( ( y 4 ، حيث بلغت معاملات الإرتباط حوالى 0,28 ، 0,35 ، 0,19، 0,32 على الترتيب. ويمکن تفسير هذه النتائج بأن إندماج المرأة فى المشروعات الحرفية عادة ما ينعکس على الدخل بشکل رئيسى ومع تطور المشروع يتحول إلى کيان إقتصادى له مخصصات وموازنة مالية مستقلة قد تساهم فى تحسين شروط الإئتمان من البنوک وکذلک تحسين التفاوض والفرص التسويقية لمنتجات المشروع. و أوضحت نتائج التقدير القياسى للمحددات الإقتصادية لإستدامة المشروعات بإستخدام نموذج إنحدار کوکس کأحد المداخل المستخدمة فى تحليل بقاء أو إستدامة ظاهرة ما survival analysis: إرتفاع نسبة فشل المشروعات بالعينة ، حيث أن هناک 106 مشروعا يمثلون حوالى84,8% قد توقف منذ السنة الأولى وحتى السنة الخامسة . وبدراسة أثر مشارکة المبحوثات فى التدريبx1 ، القدرة التفاوضية فى التسويقx2، سهولة حصولهن على مستلزمات الإنتاج x3، تحقيق مبيعات وأرباح x4 ، وعمر المبحوثة x5 على إستدامة المشروع أکثر من 5 سنوات (y) إتضح جودة توفيق النموذج الرياضى المستخدم ، حيث بلغت قيمة χ 2 لضعف سالب لوغاريتم الإمکان حوالى 33,2 عند مستوى معنوية 1% . وأوضحت قيم Exp(B) أنه عند إحتمال 10% من مشارکة المبحوثات فى التدريب وتمکينهن من الحصول على عناصر الإنتاج بالإضافة إلى تحقيق ربح قد يزيد من توقع إستدامة المشروع وتقليل مخاطرة الفشل بنسبة 23,9% ، 23,7% ، 10,8% على الترتيب. وأوضحت عدم معنوية قيمةWald stat. للمتغيرات الأخرى أن إستدامة المشروع قد لا تتأثر سواء بقدرة المبحوثات على التفاوض فى تسويق منتجاتهن أو بأعمارهن . وبفحص معوقات تنمية الصناعات اليدوية بالعينة تبين أن مشکلة عدم توفر فرص تدريبية لتحسين جودة تصميمات المشغولات اليدوية تأتى فى الترتيب الأول بنسبة 96% وتأتى فى الترتيب الثانى مشکلة ضعف القدرة الإئتمانية للمرأة بنسبة 76 % لعدم توفر أصول رأسمالية کضمان للحصول على القرض. وفى الترتيب الثالث مشکلة عدم العدالة بين الأجر المنخفض التى تحصل عليه المرأة فى أى منتج يدوى والسعر النهائى بالمعارض القومية بنسبة 52,8%. کما تأتى مشکلة ضعف القدرة التفاوضية للمبحوثات مع التجار لتسويق منتجاتهن فى الترتيب الرابع بنسبة 44%. وتأتى مشکلة عدم توفر معارض محلية بمطروح فى الترتيب الخامس بنسبة 42,4% . وأخيرا تأتى مشکلة عدم توفر روابط وجمعيات تعاونية تختص بخدمة المهن التراثية فى الترتيب السادس بنسبة 35,2%. وتم التوصية بمنح قروض تضامنية بين السيدات تعفيهن من شرط توفر أصول رأسمالية أو ضامن حکومى لهن وتساعدهن على العمل الجماعى فى توزيع أعباء العمل فى الصناعات اليدوية ، والإندماج فى شبکات أعمال الحرف التراثية لتعزيز القدرات التفاوضية وتوفير معلومات عن الأسواق والأسعار ، ونشر ثقافة العمل التعاونى و التجارة العادلة Fair Trade والعلامة التجارية والبيانات الجغرافية Geographical Indications لحماية حقوق السيدات اللاتى ينتجن الحرف اليدوية بالتجمعات الصحراوية بمطروح.