تهدف هذه الدراسة إلى تناول المعوقات التي تواجه مشارکة المرأة السيوية في إحداث التنمية الريفية، حيث تسعى إلى الوقوف على واقع التنمية الريفية تنظيماً وأنشطة مع الترکيز على مشاکل ومعوقات المرأة السيوية، ومن ثم تسليط الضوء على الدور الفعال الذي تتولاه المرأة فى مجتمع الدراسة، ومدى أهميته في التنمية. وقد جمعت البيانات من خلال المقابلات الشخصية باستخدام استمارة استبيان أعدت لهذه الدراسة، من عينة تألفت من (360) امرأة اختيرت بالطريقة العشوائية من مرکز سيوة، واستخدمت أساليب الإحصاء الوصفي والتکرار والنسب.اختتمت الدراسة بجملة من التوصيات والاقتراحات التي تعتقد الباحثة أنها ضرورية لرفع مستوى مشارکة المرأة السيوية. وکانت أهم النتائج: أن قرابة نصف المبحوثات في الفئة العمرية من (18-لاقل 35 سنة) حوالى 38.9 % ، بينما يقع أکثر من ربع المبحوثات في الفئة العمرية من (35 – لاقل من 50سنة) . کما تبين النتائج أن نسبة کبيرة من المبحوثات (63.9%) من المتزوجات، وان (19.4 %) لم يسبق لهن الزواج. وتشير النتائج أن حوالى ( 42.5 % ) من المبحوثات ذو مستوى معيشى متوسط ، وان ( 40.8 %) من المبحوثات ذو مستوى معيشى منخفض. کما أن ( 50 %) من اجمالى العينة ذو مشارکة مجتمعية منخفضة، وان نسبة ( 41.7%) مشارکتهم المجتمعية متوسطة کما تظهر النتائج ان نسبة 38.9% من المعوقات الاقتصادية للمرأة السيوية تکون مرتفعة في مقابل 33.3% منها منخفضة ، و27.8% متوسطة ، وان المتوسط الحسابى 20.33, والانحراف المعيارى يساوى 5.95 . وهذا يوضح أهمية الحالة الاقتصادية في مشارکة المرأة لأنها تقف عائق حقيقى في مشارکة المرأة في التنمية،فکلما کانت المرأة تعيش فى مستوى معيشى مرتفع, واحتياجاتها متوافرة ، ولا تنشغل باليومى وتوفير لقمة العيش, يکون لديها مساحة أکبر للمشارکة فى الأنشطة التنموية، على المستوى الحکومى أو الاهلى"المدنى"، حيث تقل معوقات المشارکة، کما تظهر النتائج ان نسبة 44.5%من المعوقات الاجتماعية والثقافية للمرأة السيوية تکون متواجدة بنسبة مرتفعة, في مقابل 33.3% متوسطة و 22.2% منخفضة ، وان المتوسط الحسابى يکون 21.69 ، والانحراف المعيارى 4.94 . وهذا يظهر مدى تأثير العادات والتقاليد والنسق الثقافى على مشارکة المرأة في التنمية الريفية، ومدى قبول المرأة کشريک اساسى في التنمية، فالمجتمع السيوى لا يسمح بعمل المرأة بعد الزواج, کما لا يرحب بمشارکتها فى الأنشطة التنموية، حيث تقل مشارکة المرأة المتزوجة فى التنمية بسبب العادات والتقاليد السيوية وطبيعة النسق الثقافى فى المنطقة، الذى يحتم عليها التفرغ الکامل للأسرة والاهتمام بالبيت والأولاد، والانسحاب من الحياة العامة, مما يؤدى الى عدم قدرتها على مواجهة هذا المعوقات والتغلب عليها، عکس الفتاة التى تستطيع أن تعمل بحرية أکثر وتشارک فى مختلف الأنشطة التنموية. کما تشير النتائج ان (38.9) من المبحوثات درجة مشارکتهن المجتمعية متوسطة ، وان (36.1%) من المبحوثات درجة مشارکتهن مرتفعة ، وان (25%) من المبحوثات درجة مشارکتهن ضعيفة. وجود علاقة معنوية عکسية عند مستوى معنوى 0.01 بين درجة مشارکة المرأة فى التنمية الريفية والمتغيرات التالية : امتلاک الأجهزة ، الحيازة الزراعية، .وقد بلغت قيم معامل الارتباط البسيط على الترتيب -0.475 — -0.258. کما تؤکد الدراسة على وجود علاقة معنوية طردية عند مستوى معنوى 0.01 بين درجة مشارکة المرأة فى التنمية الريفية والمتغيرات التالية : حجم الأسرة ، الحيازة الحيوانية ، وقد بلغت قيم معامل الارتباط البسيط على الترتيب 0.230 – 0.498 ، وجود علاقة معنوية عکسية عند مستوى معنوى 0.01 بين درجة مشارکة المرأة فى التنمية الريفية والمتغيرات التالية : الحالة الاجتماعية ، الحالة الصحية، . وقد بلغت قيم معامل الارتباط البسيط على الترتيب -0.425—-0.264، وجود علاقة معنوية طردية عند مستوى معنوى0.01 بين درجة مشارکة المرأة فى التنمية الريفية والمتغير التالى : المستوى التعليمى ، وقد بلغت قيم معامل الارتباط البسيط 0.193،أهم المقترحات من وجهة نظر المبحوثات فى مواجهة معوقات المشارکة، عمل مشروعات تنموية تتناسب مع طبيعية المرأة السيوية، لکى تستطيع أن تشارک بفاعلية، زيادة العائد الاقتصادى الناتج عن مشارکة المرأة فى المشروعات التنموية، العمل على تسويق المنتجات البيئية لتشجيع المشارکات، عمل ندوات توعية للقبائل والعشائر للتعريف بأهمية دور المرأة فى التنمية، توعية المرأة بأهمية التنمية من خلال وسائل الأعلام المختلفة،المراعاة لطبيعية النسق الثقافى للمرأة عند تنفيذ المشروعات التنموية، وجود مشروعات تنموية تحفز على المشارکة فيها.