هدفت الدراسة إلى قياس درجة الرضا لدى الطلبة في الكليات والمعاهد التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب في دولة الكويت عن تجربة استخدام نظام التعليم والتعلّم عن بُعد خلال جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) من خلال وجهة نظرهم؛ كما سعت إلى الكشف عن أثر متغيّرات الجنس، ونوع الكلية أو المعهد، ونوع التخصّص على مستوى درجة رضاهم عن هذه التجربة الاستثنائية. كما هدفت أيضًا إلى تعرُّف المعوّقات والتحدّيات التي تعرّض لها طلاب الهيئة وطالباتها خلال تجربة التعليم والتعلّم عن بُعد. وتبنّت الدراسة المنهج البحثي المختلط (Mixed Methods Research Design) – وهو مزيج من منهج البحث الكمّي والنوعي - الذي يعتمد الأسلوب الوصفي التحليلي التقييمي، بوصفها المنهجية البحثية المتوخّى بها إتمام أهداف الدراسة البحثية الاستقصائية. واستُخدِمت أداة الاستبانة، وأسلوب المقابلات الشخصية شبه المُنظّمة (Semi-structured Interviews) غير الرسمية، وحلقات النقاش في المجموعات المُركّزة (Focus Groups Discussions)، لجمع البيانات، وضمَّت عيّنتها 2,365 مشاركًا؛ اختيروا بالطريقة العشوائية الطبقية، وبصورةٍ آليّةٍ إلكترونيةٍ خلال الفصل الدراسيّ الأوّل والثاني من العام الأكاديمي 2021/2022م. وأشارت النتائج إلى أنّ درجة الرضا لدى طلبة كليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ومعاهدها عن تجربة التعليم والتعلّم عن بُعد قد جاءت بدرجة "كبيرة" عمومًا (م = 3.44، ن.م = 1.03، RII = 0.69)؛ فقد بيّنت تقديرات الطلبة والطالبات في كليات الهيئة ومعاهدها أنّ درجة رضاهم عن تجربة التعليم والتعلّم عن بُعد "كبيرة" في جميع مؤشّرات الدراسة، وكشفت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة 0.01 بين استجابات طلبة الهيئة فيما يتعلّق بدرجة رضاهم عن تجربة التعليم والتعلّم عن بُعد؛ تُعزى لمتغيّرات الجنس (لصالح فئة الذكور)، ونوع الكلية أو المعهد (لصالح فئة الكليات والمعاهد العلمية)، ونوع التخصّص (لصالح فئة التخصّصات العلمية). أمّا بخصوص الصعوبات والتحدّيات والمشكلات التي واجهت طلبة الهيئة خلال هذه التجربة؛ فقد كشفت النتائج عن تعددها، وكان من أبرزها: (1) المشكلات التقنية المتعلّقة بالإنترنت، وشبكات الاتّصال، والبرمجيّات، والمعدّات (ت = 1,320، % = 55.8)، (2) قصر المدة الممنوحة للطلبة لتأدية الاختبارات (ت = 760، % = 32.1)، (3) الضغط الدراسي (ت = 720، % = 30.4)، (4) انعدام الثقة بالطلبة وحسن الظن بهم لدى بعض أعضاء هيئة التدريس أو التدريب والهيئة الأكاديمية المساندة، والطعن بمصداقيّتهم، وكثرة الشك بارتكابهم الغش (ت = 650، % = 27.5)، و(5) زيادة صعوبة الاختبارات (ت = 630، % = 26.6). وخلُصت الدراسة لبعض التوصيات.