فى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين أصبح هناک جيل جديد* من متعلمي هذا الجيل يعتمدون على استخدام الانترنت، والشبکات والوسائل الاجتماعية، والهواتف الذکية في کثير من أمورهم الشخصية، وأصبحت هذه التکنولوجيات جزاء من حياتهم، لذا يتطلب هذا الجيل تصميم وتطوير أساليب تعلم تکيفيه تتناسب مع احتياجاتهم وخصائصهم وأسلوب تعلمهم داخل بيئات التعليم والتعلم بحيث توفر لهم مزيد من التفاعلية، وجذب الانتباه، وزيادة الدافعية، وتوفر التعزيزات الإيجابية، والحوافز والمکافآت، ليتمکنوا من الاعتماد على أنفسهم فى تحقيق مهام التعلم، لذا اهتمت عديد من الدراسات والبحوث بالبحث عن طرق وأساليب وأدوات تعليمية مشتقة من نظريات التعليم والتعلم التى ترکز على العمليات المعرفية التى تحدث داخل البنى المعرفية للمتعلم، والتى تتعلق بکيفية اکتسابه للمعرفة، وتنظيمها، وتخزينها فى ذاکرته، وکيفية استخدامه لهذه المعرفة فى تحقيق مزيد من التعلم وخاصة من بيئات التعلم الإلکترونية. وتٌعد أدوات الإبحار والتوجيه Navigation& Orientation Tools واحدة من أهم عناصر تصميم وتطوير بيئات التعلم الإلکترونية، والتى يمکن أن تؤثر على سلوک المتعلمين، ومقاييس الأداء، دقة وسرعة الحصول على المعلومات، وبناء التمثيلات العقلية Mental Representations للمواد التى يتم عرضها  (Nilsson & Mayer,2002)، وتبرز خرائط المفاهيم Concept Map کواحدة من أهم أدوات التوجيه والإبحار فى بيئات التعلم الإلکترونية (محمد عطية خميس، 2007، داليا کامل، 2013؛ Hsu,et al., 2009; Franck,et al.,2009 ).   وفى هذا الإطار أظهرت الدراسات التجريبية نتائج إيجابية للتعلم بخرائط المفاهيم کوسيلة وأداة لتمثيل المعرفة وتعليم العلوم مقارنة بطرق التعلم التقليدية، حيث أشارت نتائج دراسة نايف المطوع(2012)، ويسرى محمد(2005)، وزيد البشايرة(2012)، وغصون شريف(2011) إلى التأثير الإيجابى لخرائط المفاهيم على التحصيل الدراسى فى العلوم، و دراسة سلطانه الفالح (2005) توصلت لفاعلية خرائط المفاهيم فى تنمية القدرة على إدراک العلاقات وتعديل التصورات الخاطئة، ودراسة سوزان السيد(2013) أشارت لتأثير الخرائط فى تصويب التصورات البديلة والتحصيل وبقاء أثر التعلم. کما أشارت نتائج بعض الدراسات لفاعلية خرائط المفاهيم فى التحصيل الفورى والمؤجل(حامد عبد الله، 2012؛ سوزان السيد، 2013)، وأتفقت نتائج دراسة سميحة سليمان (2013)، يسرى محمد(2005) فى فاعلية خرائط المفاهيم على تنمية الإتجاهات نحو المادة التعلم.
*  الجيل Generation يتألف من البشر الذين يشترکون فى المرحلة العمرية، وظروفهم الحياتية، وساهم فى تکوينهم نفس الأحداث والتجارب والتقنيات، والمقصود فى البحث الحالي بالجيل الجديد وهو الجيل الذى آتى فى ظل مفاهيم العولمة Global، والعالم الرقمي والاجتماعي Social &Digital World، والمعتمد على الإبعاد البصريةVisually Dimensional  .