يعد الحاسوب من أبرز إنجازات الثوره التکنولوجية المعاصرة ، وقد استثمرت التقنيات الحديثة فى تطويرجوانب عديدة للعملية التعليمية وخاصة فى تطويرالمناهج الدراسيه بما ينسجم مع التغيرات السريعة فى مجال المعلومات والاتصالات التى يشهدها القرن الحادى والعشرين ، فقد سارع المسئولون عن التعليم فى کثيرمن الدول المتقدمة إلى إعادة النظر فى العمليه التعليميه من حيث : محتواها، وأهدافها ،ووسائلها لکى تتيح للطلاب فى کافة مستويات التعليم الاستفاده القصوى من الوسائل والأدوات التکنولوجيه المعاصرة فى التحصيل الدارسى واکتساب المعارف والمهارات التى تتفق وطبيعة العصر الذى نعيشه .
ففى المشروع الذى أصدره المجلس القومى لمعلمى الرياضيات NCTM بأمريکا لتطويرمناهج الرياضيات المدرسيه عام 2000م بعنوان "مبادئ ومعايير الرياضيات المدرسيه Principles and Standards for School Mathematics" حددت فيه مجموعه من المبادئ والمعايير للحکم على جوده مناهج الرياضيات وتدريسها ، ومن هذه المبادئ مبدأ التکنولوجيا الذى يؤکد فيه على ضرورة استخدام التقنيات الحديثه فى تعليم الرياضيات وتعلمها ، لمساعدة الطلاب على فهم الرياضيات ،وإعدادهم لاستخدام هذه التقنيات فى عالم تزداد فيه وسائل التکنولوجيا بسرعه هائلة (NCTM ,2000,15)
وفى مشروع "المعايير القوميه لتکنولوجيا التعليم Standards National Educational Technology " وضعت مجموعة من المعايير للحکم على مدى توافر فرص حقيقية للتعلم فى المناهج الدراسيه ينتج عنها تنميه قدره الطلاب على التعامل مع التقنيات الحديثه بکفاءة واستخدامها فى الحصول على المعلومات (NETS,2004, 16 )
وفى مشروع المعايير القوميه للتعليم فى مصر رفع شعار " التعليم للتميز والتميز للجميع" ، وحددت عدة أبعاد لتحقيقه ومنها : الأخذ بمعايير الجوده الشامله ، وادخال التکنولوجيا الحديثه مثل : الحاسب الآلى ، والأنترنت والحکومه الألکترونيه ، والتعليم عن بعد فى النظام التعليمى المصرى (وزاره التربيه والتعليم بمصر ،2003، 75 )
ويؤکد(Edelson, 2001,7 ) على ضرورة دمج الحاسوب وتکنولوجيا الوسائط المتعددة فى المنهج الدراسى والتکامل معه لما له من أهمية فى تحقيق جوده العمليه التعليميه.
ومهما کان المنهج جيداً ومعاصراً ،ومهما کانت التکنولوجيا والوسائط متوفرة ، فإن المعلم هو الوحيد القادر على استثمار کل هذه الامکانيات وتحريک عقول تلاميذه أو تفريغ کل شىء من محتواه ، فکما أن عملية التطوير دالة لمن يقوم بالتطويرکذلک الحال فإن عملية جودة العملية التعليمية داله لجودة مايقوم به المعلم (وليم عبيد،2004، 76 )
ومن ثم يجب أن تهتم برامج إعداد المعلم فى کليات التربية بتدريب الطلاب على استخدام الحاسوب فى تخطيط وتصميم دروس الرياضيات وأن تتاح لهم الفرص لعرضها وتقويمها بواسطة الأساتذة الذين يدرسون لهم مقررات : التدريس المصغر ،تکنولوجيا التعليم، الحاسب الآلى، وطرق تدريس الرياضيات ، وأن يهتم مشرفى التربية العملية بتوجيه الطلاب المعلمين نحو استخدام الحاسوب فى تخطيط وتصميم دروس الرياضيات التى يکلفون بتدريسها فى فترة التربية العملية .