تعد الممارسات التدريسية من الرکائز الرئيسة في نجاح عمليتي التعليم والتعلم. فمن خلال الممارسات التدريسية يتم نقل وتبادل المعارف والخبرات والمهارات من الأطراف المشترکة في العملية التعليمية التعلمية. لذا لا يستغرب أن يرکز جانب کبير من الدراسات التربوية (المناهجية) على فحص وتجريب جوانب متنوعة ترتبط بکافة أرکان المنهج وتکون أکثر کثافة في مايتعلق بالخبرات وطرق وممارسات التدريس. ويعزى ذلک في جزء منه إلى الأثر الإيجابي المباشر الذي يظهر في نتائج الدراسة.
لعل الدراسات المناهجية بهذا الصدد اتسم جلها باستخدام المنهج شبه التجريبي ولا يعلم بالتحديد مدى استفادة الميدان التربوي من نتائج هذه الدراسات التي ثبت جدواها لقلة الدراسات الاستقصائية التي تتابع مدى استفادة الميدان التربوي منها. وحيث أن أدب البحث التربوي المناهجي الحديث في مجال تدريس اللغة الإنجليزية شکل نقطة تحول کبيرة في الممارسات التدريسية من حيث الانتقال من الممارسات التدريسية السلوکية إلى الممارسات التدريسية البنائية. ونظرًا لأن العديد من الأبحاث التربوية الحديثة في مجال تدريس اللغة الإنجليزية أظهرت نجاعة الممارسات التدريسية البنائية في مستوى التحصيل العلمي ومستوى تقبل العملية التعليمية للمتعلمين (Almuhaimeed, 2015،الناقة و العيد، 2009) فإنه من الحاجة بمکان تقصي مدى استفادة الميدان التربوي –وتحديدًا معلمي اللغة الأنجليزية للمرحلة المتوسطة- من نتائج هذه الممارسات التدريسية البنائية من خلال ممارستهم لها.