لاشک أن المتابع لوسائل الاتصال المختلفة – مقروءة ، مسموعة، ومرئية – يلحظ کثرة الانتقادات الموجهة للمنظومة التعليمية فى مصر، وتناول ما يقع فى مدارسنا من سلبيات، وهى انتقادات زادت حدتها وضراوتها فى الفترة الأخيرة فى سياق أحداث ثورتين متتاليتين وما نشأ عنهما من فجوة واسعة بين الطموحات والتوقعات على کافة الأصعدة – الاقتصادية والاجتماعية – وبين الواقع السيئ کما تعکسه وسائل الاتصال تلک، وهى فجوة کان لها انعکاساتها على الواقع الفعلى الحقيقى لمنظومة التعليم عامة، وبرامج إعداد المعلم خاصة، وفى الغالب منها برامج إعداد معلمى رياض الأطفال، وذلک بشکل يثير لدينا مخاوف الانحدار وتدنى المستوى التعليمى بشکل عام.
فهذه الانتقادات - التى تبدو لاذعة- تثير ضيق العاملين بالحقل التعليمى بشکل عام والمعلمين منهم بشکل خاص، حيث تثير لديهم شعوراً بفقدان الأمل فى الإصلاح، وهو شعور لا شک أنه سيلقى بظلاله السيئة على المتعلمين عامة، وأطفال رياض الأطفال منهم خاصة، ذلک أن بعض الدراسات – مثل دراسة (Bullough & Gilia, 1995,7) . قد أکدت مثل هذا التأثير السئ المتوقع حيث أشارت إلى أن العمل فى المدارس الرديئة، والتى يسود فيها شعور لدى المعلمين بالنفور من البيئة المدرسية، وينخفض لديهم الشعور بالأمل تعتبر من أخطر العيوب القاتلة والمسببة لحالة السخط العام وعدم الرضا عن الحياة والشعور باليأس.
وتکتسب عملية إعداد المعلم الکفء أهمية قصوى، إذ من خلالها يتهيأ الطالب – معلم المستقبل – لتجاوز تلک المشاعر وتزکى لديه روح الحماسة، والرضا عن الحياة، ويتمکن من السيطرة على انفعالاته ومشاعره والتحکم فيها، وکذا فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم، وتعينه على حسن التصرف فى المواقف ذات التأثير الإيجابى على المتعلمين ورضاهم عن حياتهم.
وفى هذا السياق يکون البحث عن العوامل ذات العلاقة بالرضا عن الحياة لدى الطالبات معلمات المستقبل من الأهمية بمکان، وذلک لتجاوز آثار تلک الانتقادات، والشعور بالاستقرار النفسى المرتبط بمجال العمل وما يتعلق به من سعادة وبهجة وأمل لينعکس ذلک کله إيجابياً على المتعلمين فکرياً ونفسياً واجتماعياً.