المتفحص للنظريات المتعلقة بالإدارة المدرسية يجد أن معظمها يضع مدير المدرسة في موقع استراتيجي لکل ما يدور في المدرسة.فهو المسئول الأول عن نجاح المدرسة في الوصول إلى أهدافها وتربية أبنائها, وهو المنظم لعلاقات کل العناصر التي ترتبط بالمدرسة کنظام, من موارد مادية وبشرية (وليد, 2005: 105).ويعتبر مدير المدرسة بصفة عامة, أهم عناصر الإدارة, فهو القائد الإداري والأکاديمي للمدرسة, والذي له استقلالية جديرة بالاعتبار في تقرير تنظيمها ومناهجها والهيئة القائمة عليها. فالمدير له تأثير کبير على المعلم وعلى کيفية تنمية شخصيته وتعديل سلوکه (نصر, 2010 : 78- 81).و الدور الجديد لمدير المدرسة يفرض عليه القيام بتطوير دور المعلم ليصبح قائدا وموجها لعمليات التعليم والتعلم, وليصبح باحثا ومحللا ومستفيدا من المعلومات والمعارف والمهارات والاتجاهات.فالإدارة الواعية هي القادرة على تفعيل دور العاملين وتنظيم جهودهم, وتحسين مستوى أدائهم من أجل النهوض بالعملية التربوية کما وکيفا, وصولا لتحقيق نتاجات تسمو بالمجتمع نحو الرفعة والازدهار (حجي, 1994: 45).کما تنبع أهمية القيادة المدرسية من مقدرة القائد على توجيه الأنشطة الجماعية بالاتجاه الذي يريدون, فالقيادة الحکيمة تستطيع توجيه الجهود وتجميع الطاقات لمواجهة التطورات الحديثة و المتسارعة في ظل التقدم التکنولوجي (أبو النور،ومحمد،2015: 49).فالقيادة هي العامل الخفي في التأثير على الآخرين, ولابد من التأکيد على أن هذا التأثير يمکن أن يأخذ أشکال متعددة: إلهام ورؤية ملهمة وفي هذا يکون القائد يعظم طموحات وتوقعات المرؤوسين, طاقة محرکة لإنجاز مالم ينجز, والتوجه لإنجاز الأعمال الکبيرة التي لا يتوقع الآخرون أن بالإمکان تحقيقها, وأخيرا الاتيان بالنجاح المثير للمشاعر بما يحرک المرؤوسين طواعية للعمل مع القائد المتفوق في مجاله والقائد لصناعته(نجم,2010: 44).فنجاح المدرسة أوفشلها في تحقيق الأهداف المنشودة والمرجوة منها, يرجع بالدرجة الأولى للمعلم حيث يعتبر الرکيزة الاساسية في عماد المدرسة, فمهما توفرت في المدرسة الأبنية والتجهيزات, فلن تکون لها فاعليتها مالم تتخذ المعلم المؤهل المؤمن برسالته سندا لها, فقد ساعد المعلمون عبر العصور في تشکيل وصياغة عقول الطلاب, فالمعلمون الذين يأخذون مهنة التدريس مأخذ الجد يبعثون الحياة في المواد التي يقومون بتدريسها, ويترکون أثرا في حياة الطالب لا ينسى ولا يمکن محوه, إنهم يعطون معنى للحياة وعندما يفعلون ذلک يرىالطالب حياته أصبحت لها هدف ومعنى وعندما تتصل روح المعلم بروح الطالب يظهر ويطفو على السطح أفضل ما لدى الطالب (تشارلز ماکجوير, 2006).ونظرا لأهمية المعلم ودوره القيادي في تنشئة الأجيال فإنه في أمس الحاجة لتنمية مهاراته القيادية, خاصة وأن التربية تتغير باستمرار لتواکب التطورات والتغيرات المتلاحقةفي شتى العلوممما يلقي على کاهل المعلمين ضرورة تنمية مهاراتهم القيادية, وذلک من خلال ايجاد الفرص دوما للتعلم والتطور کقادة والعمل على رفع کفاءاتهم الثقافية والمهنية.ولذلک تسعى الباحثة من خلال هذه الدراسة إلى التعرف إلى دور مدير المدرسة في تنمية المهارات القيادية لدى معلمي المرحلة الثانوية بمحافظة عفيف بالمملکة العربية السعودية من وجهة نظر المعلمين, لتقديم مجموعة من المقترحات لتفعيل ذلک الدور.