يشهد العالم اليوم مجموعة من التحديات والمتغيرات التي تنعکس على الحياة برمتها ومنها التعليم، نتيجة لتأثيرات العولمة المتدفقة وزيادة أهمية المعرفة بوصفها المحرک الأول للنمو وثورة المعلومات والاتصالات الأمر الذي يحتم علينا نمطا من التعليم يسعى إلى العالمية ويتسم بالدولية بحيث يطل على الثقافات الأخرى ويتفاعل معها ولا يذوب فيها.ويواجه التعليم الجامعي مجموعة من التحديات التي تفرض عليه القيام بجهود بناءة للتغلب عليها ووضع استراتيجيات جذرية تسعى إلى تأهيله للقيام بالدور المنوط به ،فأخذت الجامعات بثقافة التدويل والتحول من الإقليمية إلى العالمية . وتعدهذه الدراسة من الناحية العملية ترجمة لضرورة تضمين مؤسسات التعليم الجامعي للبعد الدولي في جميع هياکلها وأنشطتها کأهم متطلبات التدويل. وانطلاقاً من الواقع الحالي الذى يشيرإلى أن جهود التدويل المبذولة بالتعليم الجامعى المصري لا تزال هامشية مقارنة بالاتجاه العالمي السائد نحو التدويل، کما أن هذه الجهود ما زالت متفاوتة ومحددة قدبات لزاماعلى الجامعات أن تسعى إلى امتلاک قدرات تنافسية تساعدها على تحديد صورتها المستقبلية ، فقد سعى البحث نحو الوقوف علي الإطار المفاهيمي لنشأة وتطور تدويل التعليم الجامعي وأسسه الفکرية والمبررات الداعية إليه ، والوقوف على الاتجاهات الحديثة في مجال تدويل التعليم الجامعي ، فضلا عن عرض واقع تدويل التعليم بجامعة المنصورة، ووصولا لتقديم تصور مقترح لتفعيل تدويل التعليم بجامعة المنصورة في ضوء الاتجاهات الحديثة لتدويل التعليم الجامعي والعالى. معتمدا على المنهج الوصفي لوصف جوانب مشکلة البحث بهدف التعرف علي الأسس النظرية في تدويل التعليم الجامعى ( مفهومه – مبرراته- أنماطه) ، والوقوف عن الاتجاهات الحديثة في مجال تدويل التعليم الجامعي، مع عرض لواقع تدويل التعليم بجامعة المنصورة ، حيث أن طبيعة الدراسة تحتم المنهج المستخدم.