اتجهت الدول الکبرى إلى الغزو الفکري کبديل ناجح للغزو العسکري من خلال ما يعرف بالقوة الناعمة (Soft power) ذلک المفهوم الذي يشير إلى القدرة على التأثير في الرأي العام عن طريق زيادة الإنفاق على الأدوات المدنية والدبلوماسية ، والاتصالات الاستراتيجية، وتقديم المساعدات ، وإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية، وتزايد استخدام القوة الناعمة مع انتشار استخدام شبکات الانترنت والإعلام المرئي والمسموع ،مما يشکل تحديا يواجه المؤسسات التعليمية ويحتم عليها إعادة النظر في أدوارها ووظائفها بما يسهم في تدعيم القوة الناعمة للدولة. ومن ثم جاءت الدراسة الحالية لتتناول القوة الناعمة من حيث مفهومها ومصادرها وعلاقتها بالتعليم العالي ، ثم وضع استراتيجية مقترحة لتوظيف التعليم العالي في تدعيم القوة الناعمة لمصر ومواجهة الغزو الفکري ، وتعتمد الدراسة على المنهج الوصفي  والمنهج الاستقرائي والمنهج الاستنباطي ومنهج التحليل الفسفي، ومن أهم النتائج التي توصل إليها: القوة الناعمة أکثر تأثيرا وانتشارا من القوة الصلبة الناتجة عن الحرب، وتمثلت القوة الناعمة للدولة في الثقافة والقيم السياسية والسياسات الخارجية ، ظهر مصطلح القوة الذکية للمزج بين القوة الناعمة والقوة الصلبة الانترنت والاتصالات وقوة المعلومات من أهم دعائم القوة الناعمة للدولة. جاءت أمريکا في المرکز الأول في معظم مقاييس القوة الناعمة والمملکة المتحدة والعديد من دول الاتحاد الأوروبي ولم تظهر أية دولة عربية في تلک المقاييس. يشارک التعليم العالي فى بناء القوة الناعمة لأي دولة من خلال الحراک الطلابي وحراک هيئة التدريس . تسيطر أمريکا على 65% من حجم الاتصال العالمي ،64% من الاعلان العالمي. اتجه الاتحاد الاوروبي إلى العديد من برامج التعاون الدولي في التعليم العالي لتدعيم قوته الناعمة مثل برنامج تيمبس TEMPUS وبرنامج ايراسموس موندوس ERASMUS Mundus. وتوصلت الدراسة إلى استرتيجية مقترحة تقوم على تحديد الرؤية والرسالة والاهداف الاستراتيجية التى يمکن من خلالها توظيف التعليم العالي لتدعيم القوة الناعمة في مصر لمواجهة الغزو الفکرى ثم تقديم خطة تنفيذية للانتقال من الواقع إلى الأهداف الاسترتيجية المرغوبة من خلال تفعيل دور مؤسسات التعليم العالي في إنتاج المعرفة ونقلها ،وربط التعليم بسوق العمل وزيادة المنح الدراسية لتشجيع الطلاب الأجانب والتعاون البحثي وزيادة الاهتمام بتسويق البرامج التعليمية المستحدثة .