يقصد هذا البحث إلى إيضاح موقف الناقد المعاصر موريس بلانشو من قضية الأجناس الأدبية، وتصوره الرافض لمبدأ التجنيس وفکرة الأنواع الأدبية، وإحلال مفاهيم الفضاء الأدبي، والکتابة، معلنًا حق الکاتب في الموت والاختفاء وراء عمله. ولقد کان وراء هذا الموقف الذاهل عن المعايير مجموعة من الروافد الجمالية والفلسفية، حاول البحث إلقاء الضوء على منابعها ومؤثراتها.  أما عن هذا الروافد والمؤثرات فتتمثل في کتابة مالارميه، وفلسفات هيجل وهيدجر ونيتشه في مواجهة التفسير الخاص بساتر وفهمه لمفهوم الالتزام، وقد توسع البحث بکامله في عرضها ومناقشتها. وقد حاول البحث مناقشة تلک التصورات، وعرض وجهات نظر مغايرة حولها، بهدف طرح تصور بلانشو داخل الجدل النقدي حول الأجناس الأدبية. وقد انتهت الدراسة إلى تنوع وجهات النظر حول مسألة التجنيس، لکنها أکدت حقيقة أن کل "کتابة" مهما تنوعت طرائق إبداعها فإنها تؤول إلى شکل ما، هذا الشکل بقدر تحرره فإنه ما يلبث أن يدخل في دائرة التصنيف؛ أي يخضع لمبدأ التجنيس، أي يکون نوعًا من أنواع الأدب له أعرافه رغم صدمه ورجّه للمعايير والتوقعات السابقة.