تمثل الدولة الفاطمية حالة تاريخية خاصة ، تلک الحالة التى مرت على مسرح التاريخ الإسلامى فقد حملت فکر مناوىء ومشروع توسعى لينشر الفکر الخاص بها ، إتسعت هذه الدولة لتشمل مساحة جغرافية کبيرة ومن خلال مشروعها الدعوى الإستقطابى إستطاعت أن تتمدد على حساب الدولة العباسية صاحبة السيادة الروحية على العالم الإسلامى السنى .
قامت الدولة الفاطمية على أساس دعوى يتمثل فى الحرکة الإسماعيلية مدعيين إنتسابهم للسيدة فاطمة الزهراء کشکل من أشکال دغدغة الشعور الدينى لدى المسلمين، وفى واقع الأمر فإن الفرقة الإسماعيلية التى قامت على أکتافها الدولة الفاطمية قد استطاعت بشبکتها السرية وفکرها المختلف فى التخطيط الدقيق والتخفى فيما عرف بدور الستر أن تنجح فى إقامة أول دولة على هذا المذهب فى التاريخ الإسلامى.
وفى الواقع فإن الفرقة الإسماعيلية حسبما ذکر أحد الباحثين واحدة من أکثر الفرق الدينية خطورة وأبعدها أثراً، فقد وظفت الإسماعيلية کل ما هو غير تقليدى ، لتفکر کل المبادئ الأساسية للتنظيمات السرية حتى أنهم ابتکروا لغة خاصة بهم، فکان کل شئ مخططاً وفق نظام محدد وصارم، کان هناک جدول زمنى موضوع ومهام محددة ودعاة ذو درجات مختلفة لکل منهم دوره ومهامه، وقد عرفت الإسماعيلية بالعديد من الألقاب الأخرى اختلفت بين کتب السنة والشيعة، وإن کان أشهر هذه الأسماء البديلة هو اسم الباطنية وذلک لقولهم أن کل ظاهراً باطناً ولکل تنزيل تأويل.