يعتبر الزواج من الآليات الاجتماعية والدينية والدعامة الأساسية فى تکوين وبناء المجتمع ککل ، کما يعتبر أساس تکوين الأسرة وهى بمفهوها الاجتماعى تعمل على استمرار بقائها ورسوخها واستقرارها عن طريق استمرار العلاقات الاجتماعية والثقافية والتى تعمل أيضا على نقل الموروث الثقافى والتنشئة الاجتماعية . ونظرا للتغيرات االثقافية والافتصادية والاجتماعية الکبيرة التى يتعرض لها المجتمع والأفراد خاصة فى الأوساط الحضرية، فقد لوحظ بأن هناک تبدلا على مستوى المعايير التى يفاضل على اساسها الأفراد فى اختياراتهم للزواج ، وتناقضها أحيانا مما تسبب ذلک فى ظهور العديد من المشکلات النفسية کعدم التوافق الزواجى والإصابة بالأمراض النفسية بالإضافة إلى ظهور مشکلات اجتماعية کإرتفاع نسب الطلاق والزواج غير المتکافئ وظهور الانحرافات وغيرها من المشکلات . فَيُعتبر قرار الاختيار أحد أهم القرارات التى يتخذها الإنسان فى حياته ، إذ أنّ نجاح الحياة الأسرية يتوقف على إختيار شريک الحياة المناسب ؛ لأنّه أساس عملية الزواج ، فنجاح الاختيار يترتب عليه نجاح الزواج وبالتالى تحقق السعادة للفرد. وبذلک يصبح الاختيار السليم مهماً لسعادة الأسرة واستمرار کيانها الاجتماعى .لذلک فقد أجابة الدراسة عن تساؤلها الرئيسى بالإيجاب فقد أکدت دور وأهمية التحولات الثقافية والإقتصادية وتأثيرها على ظاهرة عدم التکافؤ للزواج وتأثيرها على معايير الإختيار الزواجى فى ضوء التحولات الثقافية والإقتصادية والمعالجة النظرية لظاهرة عدم التکافؤ فى الزواج ، من خلال المنطلقات النظرية والإطارات الفکرية المعروضة حول ظاهرة عدم التکافؤ فى الزواج . وقد أجاب هذا الجزء عن الأسباب والدوافع المؤدية لظاهرة عدم التکافؤ فى الزواج فى ظل التفسيرات والمقولات النظرية ألإختيار الزواجى والتکافؤ بين الزوجين و نظريات إجتماعية ثقافية  مفسرة للتغير الإجتماعي و الزواج  ، أنه فى ظل سياسة الإنفتاح الاقتصادى والثقافى تعرض المجتمع إلى الکثير من متغيرات ومفردات اقتصاديات الزواج ، هذا الأمر انعکس على الشباب ، حيث لجأ إلى آليات عدة لتدبير الموارد الاقتصادية اللازمة للزواج مما تسبب فى ظهور عدم التکافؤ الزواجى .