الصراع بالمفهوم البسيط هو الدراما، ويظهر الصراع في العمل الدراميِّ مِن خلال حوار الشخصيات مع بعضها البعض حيث الصراع الخارجيُّ، أو حوار الذات حيث الصراع الداخليُّ، مع الأخذ في الاعتبار وجود محرِّکات أخرى تُظهر الصراع غير الحوار، وهي لا تقلُّ أهميةً عن الکلام والحديث، فالصمت التامُّ في بعض المواقف قد يکون أکثر بوْحاً للصراع مِن أيِّ حرکةٍ ظاهريةٍ أو کلامٍ مباشرٍ، الوقوف في النور أو التأوُّه في الظلام، دمعة العين أو ضربة على صدر شخص أو جلسة معينة توحي باليأس أو التأهب، إغلاق نافذة أو فتح باب، إشارة بعين أو بذراع، حرکة مفاجئة، کلُّ هذه الأحداث تصنع الصراع (الدراما) باعتبار أنَّ الصراع في کلِّ العصور هو أساس الدراما ولبُّها ؛ والصراع في العمل الدراميِّ ينتهي إلى نوعين رئيسين هما: الأول: الصراع الداخليُّ : وهو صراع الشخصية مع نفسها مِن خلال صراع بين العقل أو الضمير أو الواجب مِن جهة وبين العاطفة مِن جهة أخرى، أو صراع بين عاطفتين متعارضتين داخل الشخصية؛ والثاني: الصراع الخارجيُّ : وهو الذي يکون بين الشخصية وقوة أو إرادة خارجية تتعارض مع إرادتها، والذي مِن خلاله تتولد الحرکة في المسرحية، وتمضي إلى غايتها المحتومة، على نحوٍ يُثير في المتلقي شتى الانفعالات ومختلف الأفکار، وهذا النوع يظهر بوضوح حينما تتنوع الشخصيات، والصراع هو علامة الحياة في کلِّ عملٍ أدبيٍّ" ويُعدُّ الحوار أقوى أداة تدلُّ على وجود صراعٍ، سواء کان هذا الحوار داخليًّا، حيث حديث النفس إلى ذاتها، أو کان خارجيًّا، حيث الحوار مع الآخر، و هذا لا يعني أنَّ الحوار وحده هو الأداة الدالة على وجود صراع، فقد يکون الصمتُ أقوى مِن الکلام فيُظْهِر الصراع، وقد تکون الحرکة أو الإشارة أو إيماءة العين تُظْهِر الصراع، دمعة العين في العمل الدراميِّ تُظْهِر الصراع، الجلسة اليائسة وإغلاق نافذة أو فتح باب، کلُّ ذلک قد يکون أداةً تدلُّ على وجود الصراع في العمل؛ لذلک يتشکَّل الصراع مِن خلال تطور المواقف والأحداث، وقرائن الصراع في هذه الدراسة نعتمد فيها على ثلاث قرائن وهي: القرينة اللفظية وتدل على الصراع الداخلي؛ المفارقة وتدل على الصراع الخارجي؛ تقديم الشخصية المضادة وتدل على الصراع الخارجي.