تشهد الجغرافية منذ الثلث الأخير من القرن العشرين توجها مکثفا باتجاه الميادين التطبيقية وخاصة في مجالات التخطيط الحضري و الاقليمی، حيث تزايد معدل نمو السکان و تقدمهم الحضاري، وبالتالي کان إيجابيا أن يتفاعل الإنسان مع الوسط البيئي الذي يعيش فيه، سعيا للاستفادة من موارده الطبيعية؛ وزيادة الإنتاج کما و نوعا. وعند الرغبة في تنمية إقليم أو منطقة يکون لاستخدام الموارد المائية المتاحة أکبر الأثر في نهوضها، لدورها الأساسي للتنمية الشاملة.
وتوفير موارد المياه في المناطق الجافة ضرورة لإحداث التنمية الاقتصادية ، لکنها تتسم عن غيرها بقلة المطر، وتباين کمياته من حيث الزمان و المکان إلا أنها قد تکون غزيرة و في وقت قصير ينتج عنها سيول کثيرة الأخطار. ويعد وادي العريش أکبر الأحواض الجافة جنوب البحر المتوسط، وحينما تسقط الأمطار الغزيرة في جنوبه ووسطه تکون عاملا هاما في جریان المياه به؛ و التي تصل إلى خط الساحل على البحر المتوسط، ويمکن أن يسهم حوض وادي العريش إلى حد کبير في تنمية وسط سيناء و شمالها، بل يمکن اعتباره أحد محاور التنمية الرئيسية في مصر، من خلال استخدام موارده المائية و تربته، بالإضافة إلى الخامات المعدنية في حوضه للنهوض بالمجالات المختلفة، وبالتالي النهوض بالکيان الاقتصادي و الاجتماعي لمحافظة شمال سيناء أسوة بالأقاليم المصرية.