جاء بحثنا "السارد في أدب الأطفال العربي المعاصر؛ الأنماط والتوظيف", في مبحثين, حيث سعى المبحث الأول إلى استقصاء أنماط السارد, ثم استعرض المبحث الثاني وظائف السارد, وأرجع البحث وظائف السارد في أدب الأطفال ثلاثة أنساق مرکزية تصدر عنها, وهي النسق السردي والمعرفي والأخلاقي.لسارد أو ال اروي Narrator هو الوسيط الذي تنقل عبره المادة الحکائية من المستوى الحکائي إلى المستوى الخطابي, فالسارد تقنية يوظفها الکاتب في نقل المادة الحکائية وتشکيلها, والسارد مع المخاطب السردي يشکالن رکني التواصل السردي, فهو الصوت الذي "يروي الحکاية ويدعو 1 المستمع إلى سماعها بالشکل الذي يرويها به" , وتعده ميک بال "المفهوم األکثر مرکزية the 2 concept central most ,عند تحليل النصوص السردية" , ويرجع ذلک إلى أن "هوية السارد, ودرجة وضوحها, والحال التي تکون عليها داخل النص, وما يتضمنه کل ذلک من ممکنات 3 سردية, هي ما تضفي على النص طابعه المميز" , وانطالقا من أهمية السارد داخل التشکيل السردي نقارب في بحثنا مقولة السارد في محاولة للوقوف على األنساق المرکزية التي تصدر عنها األنماط التي يتمثل بها السارد داخل النص السردي, وتوظيفاته داخل النص السردي, في أدب األطفال العربي المعاصر, وذلک من خالل نماذج تطبيقية من أعمال کاتبين عربيين کبيرين معاصرين هما الکاتب المصري عبد التواب يوسف والکاتبة السورية لينا کيالني.