لايکاد يعرف عن معاوية بن أبي سفيان , أثناء ولايته للشام أو خلافته للمسلمين انه رکن إلي سکون او دعة , وانما کان دائم الهمه والنشاط, يحدد هدفه ويرسم خطته ثم يمضي في عزم لتنفيذ الهدف.وقد انتهجت هذه الحرکة المتواصلة سياسة عملية واقعية, وانتجت مظاهر متنوعة من التغيير, وبخاصة في نظام الحکم ولم تکن هذه المظاهر مألوفة من قبل لدي جماهير المسلمين, اذ اختلفت في مجملها عن سياسة عصر الراشدين, وعن وسائله التي اعتمد عليها, والغايات التي کان يطمح الي الي تحقيقها. ومن ثم اتخذ هذا الاختلاف ثمه التغيير غير المرغوب فيه من جانب الأمة , وأدي الي حدوث مصادمات مسلحة وغير مسلحة , بين خلفاء معاوية من بني أمية وبين خصومهم من شيعة وخوراج وغيرهم.