تشير التغيرات السريعة الشاملة التي شهدها العالم خلال النصف الأخير من القرن العشرين ظهور نظام عالمي جديد بدأت تتشکل ملامحه بصورة خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، تلک الحرب التي ترکت العالم بنفسم إلى تطبين عالميين ، ونشأت قوة الدول النامية لتدور رحاها في إطار هذين القطبين العملاقين ، لکن منذ مطلع الثمانينات من القرن الحالي ظهرت أفکار جديدة لتعبر عن نوعية النظام الاقتصادي والسياسي العالمي الجديد خاصة بعد انهيار الکتلة الشرقية بزعامة الاتحاد السوفيتي ، وتراجع الاشتراکية کمذهب فکري ، واختفاء النظام العالي القائم على الثنائية القطبية ، ثم بدأت معالم عملية اعادة تشکيل العلاقات الدولية داخل النظام الرأسمالي العالي الجديد ( ۱ ) وفي اطار ذلک سوف ينطلق البحث الراهن من افتراض أساسي مؤداة « أن هناک تأثيرا واضحا للتحولات العالمية الجديدة على الوحدات المکونة للنظام الاقتصادي العالمي الجديد ، سناء أخذت هذه الوحدات شکل نظم دولية أو تکتلات اقتصادية ضخمة ، أو شکل دول تابعة على أساس أنه من التصور أنه في کل نظام عالمي جديد فإن فرصا ومخاطر سوف نتحدث وتتولد بالنسبة للوحدات الفرعية بل وأحيانا قد تتاح للوحدات أو للنظم الفرعية أرحب للمساهمة في إعادة تشکيل ملامح النظام العالمىالجديد . أولها : تقديم رؤية نظرية لتأصيل نظرية النسق الرأسمالي العالي في تحليلاتها للنظام العالمي ، والنظام الاقليمي والعلاقة بينهما . ثانيها : تطبيقي يتعرض للتعرف على ملامح التحولات العالمية الجديدة وأثرهما على الواقع العربي الراهن ثالثها : يعود إلى المجتمع المصري ويدرس رائع المجتمع المصري الراهن في ظل التغيرات العالمية الجديدة