استهدفت الدراسة الحالیة التعرف على أثر التطرف الفکری والعنف السیاسی على قیم الانتماء فی مجتمع الشباب , بمراکز الشباب فی مدینة المنصورة , واستخدمت الدراسة الأسلوب الوصفی ومنهج المسح الاجتماعی واستبانة تم تطبیقها على عینة قوامها (208) الشباب من الجنسین ودلیل دراسة الحالة على (7) حالات متعمقة . وأظهرت نتائج الدراسة عن تهمیش الشباب فی المشارکة المجتمعیّة فی النشاطات التی تتعلّق بهم وبحیاتهم ومستقبلهم وغیاب وعیهم لحقّهم فی اتخاذ القرارات فی العملیّات السیاسیّة والاجتماعیّة وقلّة الانخراط فی العمل التطوّعی تؤدّی بالمجتمع إلى حالة من الخمول والتأخّر، وهذا ما أظهره البند المتعلّق بالمشارکة عن طریق تحرکات حیث عبّر أغلبیة أفراد العینة عن رفضهم للمشارکة، وقد یعود السبب فی ذلک إلى الخوف من التجاوزات والاختراقات الأمنیة. وأظهرت نتائج الدراسة عن تأثیر الهویة الثقافیة على الانتماء وفکر الشباب حیث جاء مؤشرها مرتفعًا, وهذا یدل على أن الشباب واع بهویته الثقافیة ویعتز بانتمائه وولائه لهذه الهویة المتأصلة فی نفوسهم , کما أکدت نتائج الدراسة أن الشباب واع لمفهوم الانتماء الوطنی رغم عدم تکریسه لقیم هذا الانتماء التی کانت حول ظاهرة العولمة والاحتکاک الثقافی المؤدیة لإضعاف قیم الانتماء والولاء والمواطنة . وأظهرت نتائج الدراسة من أهمیة دورمراکز الشباب فی تعزیز الأمن الفکری فی مواجهة التطرف والعنف , ومن أولى الأسباب هی حیث تعمل هذه المراکز بمساعدة فی إقامة المعسکرات بما یساعد على تنمیة شخصیاتهم والاستفادة من مثل هذه الفعالیات لتوجیهم فکریًاً وسلوکیًاً. وتوفیر المساحات الکافیة والتجهیزات والإدارة الجیدة لممارسة الانشطة الریاضیة والثقافیة والاجتماعیة بطریقة علمیة. و إبراز المخاطر والأثار الضارة الناجمة عن الانحرافات الفکریة التی تبثها التیارات الفکریة فی تهدید منظومة الأمن الفکری , ودعوة رجال الفکر البارزین فی المجتمع لإقامة حوار مفتوح لمناقشة مشکلات مجتمع الشباب .