يُعد علم الآثار من بين العلوم الشيقة، وهو محل لاهتمام الکثيرين من الشغوفين بدراسته، ويندرج تحت صنف العلوم الإنسانية، وهو يهتم بدراسة بقايا الحضارات القديمة، وما خلفه الإنسان في الحقب الماضية، مثل: العمارات والمعابد والأبنية، بالإضافة إلى الأدوات التي استخدمها الإنسان القديم، وأبرز المُنجزات التي حققها، وکذا الظروف الطبيعية التي أحاطت بالأقدمين، ومن ثم التعرف على طبيعة الحياة في تلک الفترات، ويتم ذلک من خلال استخدام تقنيات في غاية الدقة بتلک الفترة؛ مثل: المسح الجيوفيزيائي، واستخدام الأشعة السينية، والتحليل الکيميائي، والکربون المشع، والأقمار الصناعية؛ حيث تساهم تلک التقنيات في معرفة تاريخ تلک الآثار على وجه التقريب، ومن ثم الکشف عن کثير من الأسرار التي شابت الشعوب القديمةإن دراسة المجتمعات الإنسانية في فترات زمنية مختلفة؛ يساعد في معرفة أصول التطور، وذلک عن طريق الشواهد الحية، والاستقراءات التي تنبع من تفکير الباحثين وبناءً على المعلومات التي يقومون بجمعها من مصادر مختلفة، ومن ثم يضعون أيديهم على طبيعة الفکر الإنساني، ودوافع الفضول والتقدم، مع المقارنة بين کثير من الحضارات القديمة، وأجه التفاعل فيما بينهما، والتعرف على العوامل التي ساعدت في تطورها، بالإضافة إلى أن الاکتشافات الأثرية تسهم في إيجاد الحلول لکثير من المخلفات النصية التاريخية المبهمة، والتي لم يستطع قارئوها تحديد مغزاها؛ إلا من خلال دراسة الآثار ذاتها.