أصبح الحديث عن الأزمة الأقتصادية العالمية الراهنة والجدل الدائر بشأنها يحتل حيزأ کبيرأ من اهتمام الباحثين الاقتصاديين والاجتماعيين وصانعي القرار والسياسات ورجال المال والأعمال, بل إنه صار بمثابة حديث المواطن العادي في العديد من بلدان العالم سواء المتقدمة أو النامية. وجاءت هذه الأزمة مع تفجر الأزمة المالية الأمريکية في منتصف شهر سبتمبر من عام 2008, والتي امتد تأثيرها علي أسواق المال في الدول المتقدمة والنامية. ولم تقتصر الأزمة الاقتصادية علي اضطرابات أسواق الاوراق المالية فقط, بل امتدت لمعظم القطاعات والنشاطات الاقتصادية الأخري, واتسع مداها الزمني وحيزها المکاني. فلم تعد أزمة مالية کما کانت بداية بل صارت أزمة اقتصادية حيث حيث امتد تأثيرها لکل جوانب النشاط الاقتصادي, ولم تعد الأزمة أمريکية الصنع کا بدأت وإنما أصبحت أزمة عالمية استشرت في کافة بقاع الرض غربأ وشرقأ, شمالأ وجنوبأ في ظل نظام العولمة المسيطر علي النظام الاقتصادي العالمي .