تشهد المجتمعات الإنسانية باختلاف أنظمتها شکلأ أو أخر من أشکال الفساد علي مر العصور , فهو کمفاهيم الخير والشر مرتبط بطبيعة بني الإنسان , في أي مجتمع من المجتمعات , لذا فقد أصبحت ظاهرة الفساد محور اهتمام مؤسسات أکاديمية مختلفة , وتخصصات علمية متباينة , فلقد برزت ظاهرة الفساد الإداري في الأونة الأخيرة نتيجة التغيرات المفاجئة التي يمر بها المجتمع المصري , تلک التغيرات التي اتسمت في ظل متغيرات العولمة بعدم الاتساق والاختلال , مما انعکست أثارها المتعددة علي اختلال البناء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي , فلم تعد هذه الأبنية تعمل في إطار تفاعلي متناغم بحيث تحقق التماسک والتکامل الاجتماعي , ومن ثم ظهرت أشکال عديدة من الفساد من أخطرها تفشس ظاهرة الفساد الإداري واختراقها لجوانب النسيج الاجتماعي والسياسي والإداري للمجتمع المصري , وتکمن خطورة الفساد الإداري في تعدد أهدافه وصوره , فمن حيث الأهداف فهي إما تحقق مأرب شخصية لفرد  أو جماعة أو أنها أسلوب لضرب الاقتصاد المصري من خلال تخريب قطاع الإنتاج وتبديد الفائض الاقتصادي.