هذا النوع من الدراسات مَعْنِيٌّ بفحص النصوص واختبارها بدءا من تعيين ظاهرةٍ نحويةٍ تکون موضوعا للفحص ثم استقصاء أفراد هذه الظاهرة  في نصٍّ من النصوص ، يلي ذلک تحديد خواصها النحوية ، فتصنيفها في مجموعات تُمَثِّل کلّ مجموعة نمطا من أنماط الظاهرة موضع الدراسة ، يُتْبَع ذلک بالمقارنة بين هذه الأنماط من حيث البساطة والتعقيد أو الجوانب الأکثر التصاقا بالظاهرة ، يقِفُنا هذا على الأنماط الأکثر شيوعا في الاستخدام ، ويُقدِّم لنا نماذج للأخرى التي يقلّ تداولها لکنها تظهر في استخدام الشعراء أو الکُتَّاب ؛ فإنَّ إحصاءَ کلّ نمطٍ من الأنماط التي تنتظم ظاهرةً نحويةً بعينها يُظْهر نسبة تردُّد کلّ نمط في النصّ إذ ننظر لشعر الشاعر کلِّه على أنه نصٌّ شعري واحدٌ ، و ينتهي بنا تأمُّل النماذج ذات النِّسَب العالية إلى معرفة أسباب کثرة استخدام الشاعر لنمطٍ دون آخر أو معرفة سبب مجيء النمط ذي النسبة العالية على صورةٍ مُعَيَّنةٍ .
          ويُتيح هذا النوع من الدراسات التعرُّف على قدر موافقة استعمال الشاعر أو مخالفته  للقواعد النحوية والضوابط التي يُفْتَرض أنْ تحکُم الاستخدام في ظاهرة بعينها ، کما أنَّ هذا النهج عند اتساع تطبيقه يُجَنِّب المُشْتغلين بأمر تدريس النحو الاستعانة بالأمثلة المصنوعة لِمَا فيه من الإثراء بنماذج من الاستخدام الواقعي أو الحي حين لا يتعلَّق الأمر بما يجب فيه الاستعانة بالمرويات المُحْتَجِّ بها التي استنبط منها النحاة الأوائل القواعد والأحکام .
       وقد رأيت التطبيق على شعر مدرسة الإحياء والبعث مُمَثَّلة في واحد من أعلامها لجهود أعلام تلک المدرسة في إحياء اللغة والنهوض بها في العصر الحديث ، وقد اخترت شعر فؤاد الخطيب 1880م – 1957م لعدم وجود دراسات نحوية تناولت قصائد ديوانه – فيما أعلم – على الرغم من أنَّه "  فارس من فرسان اللغة متمکِّن منها بديعا ونحوا وصرفا وهو شاعر يهذِّب شعره ، ويتقن فن القول ، کما أنه من أکثر شعراء عصره تأثرا بالشعراء الفحول في عصور الشعر العربي المزدهرة ، کما تأثَّر بشعراء مدرسة الإحياء کالبارودي ، شوقي ، حافظ ، وعزيز أباظة وسار على منوالهم حتى أصبح في الصف الأول من شعراء الإحياء في العصر الحديث "  وينحدر فؤاد الخطيب من أسرة لبنانية معروفة لها مرکزها الديني في جبل لبنان.