تقتضي هذه الدراسة استخدام الباحث للمنهج الأسلوبي الذي ينظر في النّص الأدبي ککيان مستقل،و يبرز ما فيه من ظواهر أسلوبية وقيم تعبيرية وجمالية بعيداً عن الانطباعية السريعة وذاتية الموقف،فيقوم بعملية اختيار وانتقاء للظواهر الأسلوبية التي تکمن قي بنية النص الأدبي ويؤدي دوراً هاماً في تشکيل أسلوب المبدع ،ثم يقوم بوصفها وتحليلها ومعرفة وظيفتها داخل العمل الأدبي،کما أنه يملک القدرة على إبراز الدلالات المختلفة التي يشحن بها المبدع خطابه ،کذلک يتعامل مع النّص الأدبي ککل شامل ينسج سماته في وشاح متماسک، ومن هنا فإن الدراسات الأسلوبية تسعى إلى البحث في البنيات الأسلوبية في الخطاب الأدبي کبنية الإيقاع ،والصورة،والترکيب،و الدلالة ،وغايتها في ذلک البحث عن العلاقات التي تربط بين البنيات؛ بغية الوصول إلى ما ينفرد به الخطاب الأدبي من القيم والسمات الفنية والأدبية الموجودة وراء هذه البنيات ،والولوج إلى أعماق النصوص؛ للبحث فيها، وفي بنياتها اللغوية، متحدية الصعاب بهدف معرفة السمات الفنية والأدبية للغة النص وفحص الوسائل التعبيرية والإيحائية التي يبتکرها الأدب.