يهدف هذا البحث إلى الترکيز على أهم المسائل والمشکلات التى توضح صورة الخوارج ومدى اتفاقهم أو اختلافهم مع عقائد أهل السنة، ولعل من أهم المبادئ والآراء التى اعتنقها الخوارج، وتدل على خلاصة آرائهم ومذاهبهم الفلسفية والدينية والسياسية هى مشکلة الإمامة، ومشکلات أخرى تتعلق بالحکم على صاحب الکبيرة، وأخرى تتعلق بالعلاقة بين العمل والإيمان، والتى من خلالها نتساءل: هل العمل عندهم جزء من الإيمان؟ أم يعدون العمل منفصلاً عن الإيمان؟فقد کثرت بحوثهم فى هذه الأمور، وأثيرت حولها المناقشات والمجادلات، والتى تدل على خلاصة آرائهم وأصولهم الدينية والکلامية، ومدى أهميتها فى مذهبهم الفلسفى، فکانوا من أشد الفرق دفاعاً عن هذه المبادئ، وأکثرهم تعصباً، فأغلب آرائهم وقضاياهم تدل على اهتمامهم البالغ بهذه المسائل.والواقع أن اهتمام الخوارج بالإمامة والعمل وصاحب الکبيرة ينبـع مـن نظرتهم إلى مفهوم الدولة فى الإسلام، فهم يرمون إلى إقامة أمة إسلامية أساسها الدين، وتشمل کل المسلمين الذى يتمتعون بکل الحقوق والواجبات، ولا تفاضل بينهم إلا بالتقوى، ولا تمايز لطبقة أو نسل معين علـى غيره، إنها نظرة تنبع من مبدأ المساواة الذى يقوم على دعوة القرآن فى تقرير مبدأ العدل والمساواة، فقد کان هدفهم الأسمى إقامة دولة تطبق شرع الله وأحکامه، وفى سبيل ذلک لابد من مقاومة لکل خارج عن حدود الدين سواء أکان حاکماً أو محکومًا، غير مبالين بالنتائج التى تنجم عن ذلک