إن الوصول إلى الله هو الغاية التي تتطلع إليها جهود الصوفية مهما تعددت طرقهم ومناهجهم وسبلهم، واختلفت أحوالهم ومقاماتهم فالهدف في النهاية هو أن يکون فيها الصوفي في علاقة مباشرة مع الله، ولا يکون الوصول إلى الله إلا بالمعرفة الصوفية بأوسع معانيها فهي مرحلة الانسجام مع الذات لتلافي التناقضات التي يعيشها الإنسان في الواقع بعد عناء سفر طويل وشاق، تحمل فيه السالکون وعورة الطريق، وقسوة النفس الأمارة بالسوء فجعلوها مطمئنة، ونار الشهوة والغضب فأطفأووها بنور المعرفة، وتناولنا في هذا البحث ماهية المعرفة الصوفية عند الفارابي وابن سينا وقمنا بدراسة تحليلية نقدية وضحنا فيها أوجه الاتفاق والاختلاف بينهما، قسمنا البحث بعد المقدمة والتمهيد على ثلاثة فصول وهي: ـ
-      الفصل الأول: المعرفة الصوفية عند الفارابي.
-      الفصل الثاني: المعرفة الصوفية عند ابن سينا.
-   الفصل الثالث: الدراسة التحليلية والنقدية، وبعد ذلک أهم النتائج التي توصلنا لها.