إن الهدف الذي تسعى إليه جميع  المجتمعات هو تحقيق التنمية المستدامة بمختلف أشکالها الاجتماعية والاقتصادية؛ والتي يعقبها الوصول إلى أعلى مستوى ممکن من الکفاءة الإنتاجية والتثقيفية والتعليمية على کافة مؤسسات التعليم العالي بمختلف مراحله؛ الأمر الذي يمثل الخطوة الأساسية للتراکم المعرفي عبر الأجيال في مختلف العصور؛ ومن أجل ذلک کان لا بد من الاهتمام بالتعليم والتنوير والإبداع الثقافي؛ باعتباره يمثل تراکمًا فکريًّا لآراء واتجاهات واستراتيجيات مختلفة من شأنها العمل على إثراء الأطر الثقافية والفکرية للأفراد؛ کون التعليم يعد من أبرز العوامل التي تؤدي إلى تراکم رأس المال الثقافي.وفي ظل المناخ الاقتصادي والثقافي العالمي، وفي ضوء التطورات العلمية والتکنولوجية المهنية، وما تحققه الدول من توسعات دولية في إطار استراتيجيات اجتماعية مختلفة؛ خاصة ما تتيحه المؤسسات التعليمية من برامج ثقافية وتعليمية وتربوية تتماشى مع متطلبات سوق العمل والتخصصات المهنية المختلفة، زاد الاهتمام الفعال بدور المؤسسات التعليمية؛ من خلال دورها في غرس العديد من القيم العلمية والتنظيمية المختلفة التي تعمل على إنتاج أجيال متميزة؛ لديهم من الدوافع  والمواهب العلمية ما يجعلهم قادرين على المشارکة في تنمية البيئة الاجتماعية المحيطة بهم، والعمل على إبراز العلاقة المتبادلة والوثيقة بين المؤسسات التعليمية، في ضوء ما تتيحه  للأفراد من مزايا وقدرات وبرامج علمية متنوعة؛ من شأنها أن تعمل على تنمية وترسيخ القواعد والمبادئ الأساسية التي تتبناها المجتمعات؛ من أجل الحفاظ على تراثها الثقافي وقنواتها الفکرية في مختلف التخصصات