-   ربما يکون من دواعي البحث في المارکسية وأخلاقها، تلک المفاهيم المغلوطة عنها، والتي وجب علينا تصحيحها من منظور الفهم الحقيقي للرؤية المارکسية للعالم. وهي رؤية إنسانية – دينية – سياسية – أخلاقية – اقتصادية.
-   لقد قدمت المارکسية، بالفعل، رؤية شمولية للعالم بحيث يمکن لنا أن نسميها فلسفة کونية Cosmic philosophy إن صح هذا التعبير.. ولِمَ لا وقد قدمت المارکسية بالفعل رؤية شمولية للعالم فتعاطت الوجود من کافة نواحيه؟! ونعتقد أن القليل من الفلسفات والمذاهب التي استطاعت أن تضم العالم کله إلى صدرها وتحتويه برؤية ثاقبة مثلما فعلت الرؤية المارکسية.
-   فقد تناولت المارکسية الفکر وعلاقته بالواقع، وأيضًا الحلم بعالم أفضل وأکرم للإنسانية، عالم يلامس الواقع في ديناميکية، ويلامس الذات الإنسانية في ثرائها الروحي والمعرفي، ومغزاها الدرامي بين الأنا البروليتارية والآخر البرجوازي.
-   إن المارکسية تعد – بحق – هي الحدث الأکثر تأثيرًا على الشعوب وهي الفلسفة. التي استطاعت أن تقول (ها أنا ذا) کنت ومازالت في قلب المشهد لأنني تعاملت مع الکيان والجوهر وصرخت في وجه الزيف ودغدغة المشاعر للنيل من الإنسان أو لمکاسب سياسية أو أيديولوجية معنية.