أُجريت الدراسة الراهنة بهدف محاولة التعرف على طبيعة العلاقة بين القلق والاکتئاب والضغوط التالية للصدمة لدى عينة الدراسة، ومدى إمکانية التنبؤ بمستويات القلق والاکتئاب لدى العينة في ضوء اضطراب الضغوط التالية للصدمة وکذلک إيضاح نسبة انتشار کلا من القلق والاکتئاب وأعراض الضغوط التالية للصدمة لدى العينة، وکذا إيضاح الفروق بين الذکور والإناث في نسبة انتشار متغيرات الدراسة لديهم . وقد أجريت الدراسة على عينة من طلاب جامعة مصراتة الليبية بلغت (245) مشارکاً بواقع (97 ) ذکراً، (148) أنثى بمتوسط عمري قدرة (22.43) عاماً، وانحراف معياري (3.59) . وقد أسفرت الدراسة عن عدة نتائج مفادها وجود علاقة دالة إحصائيا عند مستوى (0.05) بين اضطراب ما بعد الصدمة وکلا من القلق والاکتئاب، کما توصلت الدراسة إلى أن اضطراب الضغوط التالية للصدمة يسهم في التنبؤ بکل من القلق والاکتئاب لدى عينة الدراسة، کما أن معدلات القلق والاکتئاب و اضطراب ما بعد الصدمة تراوحت بين (20 : 24 ٪)، کما اتضح أن أکثر أعراض اضطراب ما بعد الصدمة انتشاراً هي أعراض التجنب ثم التبلد الانفعالي ثم استعادة الحدث الصادم . کما ظهرت فروق بين الذکور والإناث في الضغوط التالية للصدمة في اتجاه الذکور، بينما لم تظهر فروق دالة إحصائيا في القلق والاکتئاب، وکذلک تباينت درجات الطلاب في اضطراب القلق والاکتئاب بتباين درجاتهم في اضطراب الصدمة، ووجدت فروق دالة إحصائيا في اضطراب الصدمة وفق المستوى العمري وکانت الفروق في اتجاه ارتفاع درجات الفئة العمرية من (21- 23عاماً) مقارنة بباقي الفئات العمرية الأخرى.