يعتبر مفهوم التغذية العكسية أو المرتدة أو الراجعة أو المعكوسة من المفاهيم الإدارية الحديثة التي ظهرت في النصف الثاني من القرن العشرين ، غير أن هذا المفهوم لم يلقي اهتماما كبيرا من الإداريين بالشكل المكافيء لأهميته. ومن خلال مراجعة الأدبيات سواء العربية أو الأجنبية المتعلقة التغذية العكسية من منظور مهنة الإدارة وجد أنها نادرة ، وبالتالي فنحن بحاجة إلى مزيد من البحث والدراسة والتأليف في هذا الموضوع الهام. ولقد أشارت بعض البحوث والدراسات إلي عدم الاهتمام بثقافة وسلوكيات التغذية العكسية لدي الغالبية العظمي من المدراء والمنظمات. مع أنه من المهم أن تكون هذه الثقافة وهذه السلوكيات جزءا رئيسيا في ثقافة وسلوكيات كل المنظمات بلا استثناء أي كان نوعها أو حجمها أو القطاع الذي تعمل به ... وذلك نظرا لأهمية التغذية العكسية في تحسين أداء العاملين وتحسين أداء المدراء والاستجابة لاحتياجات ومشكلات العملاء وتحسين المنتجات سواء كانت سلع أو خدمات وتعزيز قدرة المنظمة علي التكيف والتوافق مع البيئة المحيطة وتطوير نفسها. أيضا التغذية العكسية هي أحد المجالات الهامة الضرورية في عمليات التخطيط والرقابة والتوجيه والتطوير وتحسين المدخلات والتقييم والتقويم ... سواء علي مستوي الفردي أو التنظيمي. والبحث الحالي يهدف إلي إلقاء الضوء علي مفهوم التغذية العكسية ، وذلك من التعريف ، وعرض بعض الأدبيات العربية والأجنبية المتعلقة ،  ووظائف وأهمية التغذية العكسية ، والتغذية العكسية والمرحلة التقويمية ، والتغذية العكسية بزاوية 360 درجة ، ومصادر ووسائل وأدوات التغذية العكسية ، والثقافة والسلوكيات غير الجيدة في موضوع التغذية العكسية ، وعوامل أو شروط نجاحها. وفي نهاية البحث تم تقديم بعض التوصيات والتي يمكن عند تنفيذها اعطاء مزيد من الاهتمام والوقت والجهد لعملية التغذية العكسية كمدخل هام ورئيسي في تطوير المنظمات.