يمثل علم الاجتماع أحد أهم العلوم في بناء المجتمعات الحديثة بحيث لا يمکن لأي دولة متطورة أن تخطو خطوة ببرنامج ناجح إن لم تعتمد على رؤى علم الاجتماع، فهو من أبرز العلوم الحيوية التي تلعب دورا هامّا في مواجهة متطلبات التکيف والتعامل، إلا أن هذا العلم في العالم العربي بصورة عامة والجزائري بصورة خاصة ظل علما مهمشا ومقهورا هو ودارسه في أوساط التعليم الجامعي نظرا للتوزيع العشوائي للطلبة على التخصصات وهذا ما يؤدي بالضرورة إلى توازن مختل في خرائط الوظائف والمهن حيث يتم ترشيح قلة قليلة من الطلبة المتفوقين إلى التخصصات الصلبة کالطب والهندسة في حين يوجّه البقية إلى سلة علم الاجتماع ، هذا لأن الجامعة نسق اجتماعي تتأثر بالمجتمع الذي تتواجد به قبل أن تکون فضاء تعليميا عاليا تلقى شهرتها الأکاديمية فيما تنتجه من معارف علمية،  ومن هنا يبدأ صراع الإنتاج السوسيولوجي وتحديات نقل المعرفة السوسيولوجية في الجامعات المغاربية والجزائرية الذي يميزه الواقع، ففي کل سنة تعرف الجامعات تخرج عدد من الطلبة في مستوى الليسانس والماجستير وکذا تقديم أطروحات للمناقشة تکون فيها تلک الأطروحة ان کانت في المستوى المطلوب العمل النهائي للطالب الذي ليس بعده عطاء في الحقل الأکاديمي بصورة عامة والسوسيولوجي بصفة خاصة.