تعد جغرافية الانتخابات إحدى الوسائل التي يمكن عن طريقها توضيح الاختلافات المكانية وتفسير المسببات والنتــائج للعمليات السياسيــة التي تهتم بها الجغرافيـــة السياسيـــة، أي التفاعـــلات المكانيــة بين الظواهر الجغرافيــة والسياسيــة ومحاولة تفسيرها، وبهذا يمكن تعريف جغرافيــة الانتخابات على أنها محاولة لتفسير الاختلافــات في الأنماط الانتخابية السائدة في مكان معين ودراسة وتحليل تغيرات السلـــوك التصويتي من مكان لآخــر وأسبــاب هذا التغيـــر.
لذا تعد جغرافيــة الانتخابات من صلب عمـــل الجغرافيـــا السياسيـــة، وحيث إن الجغرافيا السياسية لم تعد تهتم فقط بدراسة الوحدات السياسية المستقلة " الدولة، وإنما اتجهت في دراستها المعاصرة إلى دراسة حال المحليات أو ما يسمى بالجغرافية السياسية للمحليات، أي أن مفهوم الوحدة السياسية قد تخطى حاجز الدولة ليدرس الظاهرات السياسية على مستوى الوحدات الإدارية الداخلية التابعة للدولة. والمقصود بالوحدة السياسية هي كل ما يقع تحت مسمى التقسيم السياسي للدولة سواء أكان مقاطعة أو مستعمرة أو محمية أو دول اتحادية أو ولايات متحدة أو إمبراطوريات. ومن المنظور المعاصر يضاف إلى ذلك كل من الأقاليم المحلية للمحافظة والمركز والوحدة المحلية القروية، بالإضافة إلى الدوائر الانتخابية والوحدات الحزبية ما دام لها معالم تقسيم سياسي وإداري واضح. كما تعد الانتخابات الظاهرة السياسية الوحيدة التي تنقل الصراعات بأمان إلى الساحات الدستورية، ومن ثم تصبح دراسة جغرافية الانتخابات أمرا ضروريا. فمن هنا جاء موضوع الدراسة – مرشحي مجلس الشيوخ في مصر في انتخابات 2020م – مواكبا لذلك الاتجاه المعاصر في دراسات الجغرافيا السياسية؛ على اعتبار أن العملية الانتخابية تمثل أحد الظاهرات السياسية بالدولة، والمرشحين أحد أهم عناصر العملية الانتخابية.