التکامل الاقتصادي بين مصر ودول حوض النيل عميق الجذور قائم منذ الأزل فهو استطراد طبيعي للتفاعل بين مصر ودول حوض النيل والذي اتخذ صوراً عديدة على مر التاريخ السياسي والأقتصادي والأجتماعي والثقافي والذي کان له دوراً کبيراً في صناعة حضارة حوض النيل، وتجاوز العديد من المشاکل والعقبات في القضايا محل الخلاف بينهم، وقد ترکزت صور التکامل الاقتصادي بين مصر ودول حوض النيل على مقومات جغرافية طبيعية أهمها الموقع ومظاهر السطح والخصائص المناخية والنباتية والخصائص الهيدرولوجية.
     وتأتي أهمية البحث من خلال الاهمية الاستراتيجية للتعاون بين مصر ودول حوض النيل، ، وقد اعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي، وکذلک المنهج الإقليمي، والأسلوب التحليلي، والکارتوجرافى، کما أعتمد على البيانات الصادرة من منظمة الأغذية والزراعة(FAO)، والبنک الدولي، والبنک الأفريقي للتنمية.
     ويتمثل الهدف الرئيسي من البحث في التعرف على المقومات  الطبيعية لحوض النيل وأثره على التعاون بين مصر ودول حوض النيل وتطوير آليات سبل التعاون بينهما من اجل دفع عجلة التنمية الاقتصادية في اطار متوازن بين دول الحوض مع طرح بعض التوصيات التي تساهم في زيادة معدلات التنمية والتبادل التجاري بين مصر ودول حوض النيل والتي کان من أهمها تعزيز سبل التکامل الأقتصادي بصيغه المختلفة بداية من الصيغة التقليدية مروراً بالصيغة البديلة وصولاً إلى الأقليمية الجديدة  من خلال إعادة إحياء المشروعات الاقتصادية المشترکة مع دول حوض النيل والتي من شأنها الدفع بعملية التکامل الأقتصادي إلى الأمام لتحقيق التنمية الأقتصادية مع إعطاء الأولوية لتلک المشروعات التي بدأ تنفيذها أو التي أقتربت من الأنتهاء ، ومن بين تلک المشروعات مشروعات الأمن المائي بين دول حوض النيل والتي من شأنها تعزيز إمکانيات التکامل الأقليمي والتنمية الأقتصادية، ومشروعات إنتاج الطاقة  والمشروعات الزراعية وإنتاج الثروة الحيوانية.