ظهر الساميون في منطقة الهلال الخصيب منذ الألف الخامس ق.مبهيئةهجرات بشرية عديدة.^([1]) وکانت الهجرة الأولى هي تلک الخاصة بالأکاديين والثانية هجرة الأموريين، والثالثة هي هجرة الآراميين الذين انتشروا في بلاد ما بين النهرين (العراق القديم) وسوريا (بلاد الشام) في منتصف الألف الثاني ق.م.^([2]) أما عن الموطن الأصلي للساميين فإن أغلب الآراء ترجح أن شبه الجزيرة العربية الموطن الأصلي للساميين کافة.^([3])
وجائت الهجرة الثالثة للساميين –الهجرة الآرامية- في آخر الألف الثاني ق.م من شبه الجزيرة العربيةوتوزعوا في المنطقة التي تمتد من بلاد الشام إلى أعالي بلاد ما بين النهرين حتى الخليج العربي ومنطقة شرق نهردجلة.  وقد حاول الآشورييون و البابليون صد هذه القبائل الآرامية ومنعها من الإستقرار في بلاد مابين النهرين وسوريا ولکنهم لم يفلحا، بل إن الآراميين استطاعوا تأسيس ممالک ودويلات صغيرة في مناطق مختلفة وکان من أهمها: مملکة بيت عدن في أعالي بلاد ما بينالنهرين، مملکة بيت بيخاني وعاصمتها مدينة جوزانا، مملکة فدان آرام وعاصمتها مدينة حران، ومملکة سمعال التي قامت على سفح جبل الأمانوس وعاصمتها مدينة زنجيرلي الحالية. إضافة إلي ذلک تأسست مملکة حماة ومملکة دمشق في سوريا(انظر الخريطة رقم 1).^([4])
حاول الآشوريونبداية من عصر الملک تجلات بلسر الأول (1116-1076ق.م) کثيراً إخضاع المدن الآرامية في سوريا لنفوذهم وان انقلبت أحياناً کانت على تلکالسلطة الآشورية معلنة إستقلالها کلما أتيحت لها الفرصة، ولکن في النهاية خضعت الممالک الآرامية للسلطة الآشورية على يد الملک تجلات بلسر الثالث الذي إحتل مملکة دمشق عام 732ق.م مع بقية الممالک الآرامية وفرض سيطرته على سوريا وفلسطين حتى مصر.^([5])
بلغ إزدهار الآراميين في القرنين الحادي عشر والعاشر ق.م، وفي مملکة سمعال في الجزء الشمالي الغربي من سوريا (زنجيرلي* الحالية) قامت سلالة محلية حاکمة في أواخر القرن التاسع ق.م.  ويذکر نص فينيقي منسوب للملک کيلاموا** أسماء ملوک سمعال والذي کان أولهم الملک جبار***، وهذا النص أتاح تکوين لائحة ملکية لملوک سمعال ومعرفة تسلسلهم التاريخي التقريبي.^([6])وکان آخرملک معروف من ملوک سمعال هو الملک براکيب الذي تولى الحکم بعد أبيه بناموا الثاني موضوع ورقة البحث الحالية تأصيلا لعهده وملامحه الحضارية.