إن التشکيل الشعري الأنثوي ينفتح على العديد من التفسيرات التأويلية للقصيدة الحداثية، فهذا التعالق بين النص وکاتبه يفرض أسئلة کثيرة، والقصيدة التي تحظى بالکتابة الأنثوية "لا تتوقف عند حدود أنثوية اللفظ المجرد (أنثى/قصيدة) بل تتجاوز ذلک عمقًا ووسعًا نحو فضاءات ثقافية وحضارية تحملها القصيدة بدلالة الأنثى والأنثى بدلالة القصيدة نحو حالة من التصالح والتداخل والتفاهم والتماهي لا يمکن أن تنتهي"⁽¹⁾ فيصبح من المؤکد أن تجليات صورة الأنثى في القصيدة مرتبط بمدى إفصاح کاتبتها عن دوالها المقصودة.
إن البحث عن مستويات التماثل أو التضاد بين الأنا الأنثوية والآخر الذکوري في القصيدة الحداثية، استلزم طبيعة بحثية قائمة على منهج التحليل النقدي المستعين بآليات أخرى مثل التأويل وخصوصية القراءة.
تظهر أهمية البحث في کشفه النقاب أمام المتلقي عن حدود السياقات النسوية في الشعر العربي المعاصر، بالإضافة إلى تحديد آليات الخطاب الشعري الأنثوي، مع تقصي مستويات الأداء النصي في القصيدة الأنثى من خلال التطبيق على ديوان الشاعرة "عزيزة کاطو" يوميات امرأة تبحث عن هوية.