هدفت هذه الورقة البحثية إلى المقارنة بين صياغة الحالة المرضية في ضوء کل من النظرية المعرفية السلوکية في مقابل النظرية المعرفية الجدلية السلوکية (النموذج المعرفي السلوکي في مقابل النموذج الجدلي السلوکي). کما بينت أن صياغة الحالة في ضوء أي منظور نظري أو أکثر، تمر بأربع مراحل، هي: (1) اختيار المعالج النفسي لأي منظور نظري أو أکثر بشرط أن يکون التکامل بينهم من المنظور الحديث، (2) يتم اختيار أدوات الفحوص النفسية من هذه النماذج والنظريات النفسية العلمية للوقوف على قوائم المشکلات التي تعاني منها الحالة المرضية، (3) يتم وضع خطة العلاج النفسي في شکل أهداف علاجية نفسية طويلة المدى، وأهداف علاجية فرعية قصيرة المدى تتسم بالقابلية للقياس والتکرار وإعادة الإنتاج والتنفيذ والتطبيق العملي الإجرائي في ضوء کل من النموذجين المعرفي والجدلي السلوکي. (4) يتم فهم أسباب منشأ الاضطراب النفسي الذي يعاني منه المريض النفسي، وکتابة تقرير نفسي عن الحالة المرضية، بحيث يعکس تعقيد الخبرة الإنسانية المرضية. وتبين من عرض هذه الورقة، أن العلاج المعرفي – السلوکي أکثر ملاءمة لمرضى المحور الأول، وأن العلاج الجدلي السلوکي أشد ملاءمة لمرضى المحور الثاني الذي يندرج عليه اضطرابات الشخصية والإدمانات، والاضطرابات النمائية والارتقائية. وتبين من المقارنة أن صياغة الحالة من المنظور المعرفي – السلوکي أقل تعقيداً في حين أنها أشد تعقيداً من المنظور الجدلي السلوکي، ويحتاج تطبيق العلاج الجدلي السلوکي إلى وقت أکثر وعدد من الجلسات أضعاف عدد جلسات العلاج المعرفي السلوکي، کما يحتاج إلى تدريب قاسي ومکثف وطويل المدى. کما تبين أن العلاج المعرفي السلوکي أصبح جزء من أي برنامج للعلاج الجدلي السلوکي. کذلک تبين أن النمطين من العلاج يتمتعان بمؤشرات مرتفعة لکل من الکفاءة أو الفعالية والتأثير بالمقارنة بأنماط العلاجات النفسية الأخرى بما في ذلک الأدوية النفسية المفعول، سواء تم تقديمه لمرضى المحور الأول أم لمرضى المحور الثاني من الدليل الإحصائي والتشخيصي الخامس للاضطرابات النفسية الصادر عن جمعية الطب النفسي الأمريکية.