هدفت هذه الدراسة إلى اختبار النظرية ثنائية المسار لتفسير القراءة الجهرية،  بواسطة الاختبارات النفسية العصبية،  وتحاول أن تجيب عن تساؤل رئيسي، هل يمکن أن تتمايز درجات الأداء على المقاييس النفسية العصبية، نحو مسارين منبئين بالقراءة من ناحية والتهجي من ناحية اخرى لدى العاديين وذوي صعوبات القراءة؟. تم إجراء الدراسة على مجموعتين من التلاميذ الذکور، القارئين الأصحاء (ن=22)، وهي مجموعة المقارنة مقابل مجموعة ذوي صعوبات القراءة کمجموعة حالة (ن=14)، والتي روعي في تحديدها محکات الاکتشاف والتعيين کما في دراسة الديب (2010)، اشترک في الدراسة تلاميذ المرحلة الابتدائية، بمدارس مدينة بنها. وقد استغرق استيفاء انتقاء العينة وفقا لمحکات الاکتشاف والتعيين ثلاثة فصول دراسية تقريبا، بحيث تم جمع البيانات السکانية، وتطبيق اختبارات المصفوفات المتدرجة، والمتشابهات، واختبارات القراءة کمرحلة تشخيصية لاستبعاد التلاميذ الذين تقل نسبة ذکائهم عن (90)، تم انتقاء التلاميذ الذي انخفض أداؤهم على اختبارات القراءة الجهرية والتهجي (ن=14) ومن ثم تم انتقاء مجموعة المقارنة التي تحقق شروط التجانس. ولم تظهر فروق جوهرية في متغيرات التجانس بين المجموعتين وهي العمر الزمنى والذکاء والتفکير المجرد. تم تطبيق الاختبارات النفس عصبية الالکترونية على التلاميذ بصورة فردية، کشف تحليل النمذجة الخطية التلقائية عن نموذج منبئ لقراءة الکلمة والتهجي لدى الاصحاء حيث يکشف نموذج انحدار دال للمتغيرات المستقلة النفسية العصبية للمتغير التابع تهجئة الکلمات (ف 5 _'16 =14,440، p<0,000)، وقيمة ر2 المعدلة = 0,762. بينما فيما يتعلق بقراءة الکلمات: يکشف التحليل عن نموذج انحدار دال (ف 5 ،16 =15,535، p<0,000)، وقيمة ر2 المعدلة = 0,827. بينما أظهرت مجموعة ذوي صعوبات القراءة نموذجين مختلفين حيث: يکشف التحليل عن نموذج انحدار دال لتهجئة الکلمات (ف 5 ،13 =37,074، p<0,000)، وقيمة ر2 المعدلة = 0,933، أما نموذج قراءة الکلمات فقد کشف التحليل عن نموذج انحدار دال (ف 5 _'13 =10,956، p<0,002)، وقيمة ر2 المعدلة = 0,697 ونستنتج مما سبق، أن اختلاف المتغيرات المستقلة المنبئة للقراءة الجهرية عن المتغيرات المستقلة المنبئة لتهجي الکلمات يعطي أدلة لوجود مسارين عصبيين مستقلين نسبيا لقراءة الکلمة الجهرية من ناحية والتهجي من ناحية أخرى، کما أن الدراسة الحالية تفتح الباب لعدد من البحوث النفسية العصبية في المستقبل. بالاضافة إلى أنها تدعم الجهود البحثية للتحقق من فروض النظرية ثنائية المسار المتراکمة منذ عام 1971م، والآن تتلقى دعما جديدا من المتحدثين بالعربية.