يعد العنف المدرسي مشکلة اجتماعية تختلف من مجتمع الى أخر وهو رد فعل غير سوى وظاهرة اجتماعية تستحق التحليل والعلاج   
ومن الناحية النفسية هو عجز فى الانأ والذات للتکيف مع مطالب المجتمع . وتهدف الورقة الى معرفة العلاقة بين العنف المدرسي والنمو الاخلاقى وهل الأخلاق لها دور کبير فى تقليل ظاهرة العنف داخل المدارس . قال تعالى (وإنک لعلى خلق عظيم ) (القلم :4) وهو يصف الرسول عليه الصلاة والسلام ،والنمو الاخلاقى هو نمط من التفکير يتعلق بالتقييم الاخلاقى للأشياء والأحداث وهو يسبق کل فعل او  سلوک ويتعلق بالطريقة التى يصل بها الفرد الى حکم معين يتعلق بالصواب او الخطأ ، اما العنف فهو استجابة سلوکية متطرفة تبدو فى مظاهر مختلفة مثل الضرب والسب ...الخ وتنجم هذه الاستجابة الانفعالية عن انخفاض فى مستوى البصيرة او التفکير الخاطئ تجاه بعض المواقف او المواضيع . وتعتقد الباحثة ان هناک علاقة بين ضعف الوازع الديني والعنف المدرسي  فالإسلام لم يدع جانبا من الحياة إلا تناوله . قال تعالى ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو کنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولک فاعف عنهم ) (آل عمران : 159) حيث تنبثق النظرية الأخلاقية الإسلامية من القران الکريم والسنة النبوية الشريفة والتى تجعل السلوک مستقيما فاضلا  وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه : سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والآثم فقال البر حسن الخلق ، والإثم ما حاک فى صدرک وکرهت ان يطلع عليه الناس ) رواه مسلم والترمذي ، وهذا الحديث يوضح لنا الخلق واللاخلق والإنسان بطبعه يميل الى الأفعال الحسنة لان لديه قوة إدراکية تميل الى ذلک قال تعالى :( والأرض وما طحاها ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها ) (الشمس :826) وقال تعالى (وهديناه النجدين ) (البلد :10)
        کما اشارت کثير من الدراسات السابقة والتى تناولت الجانب الاخلاقى وعلاقته بالعنف المدرسى الى وجود فروق ذات دلالة احصائية بين التلاميذ الاکبر سنا والاصغر سنا فى نمط التفکير الخلقى لصالح التلاميذ الاکبر سنا (دراسة البيشى1422 ) وأظهرت اغلب الدراسات             أن الغالبية العظمى من الافراد جاءو فى المستوى الثانى من مستويات النمو الاخلاقى            (التمسک بالعرف والقانون ) کما فى دراسه الصقر 2005م
       لهذا يجب ان تکون المدرسة مناخ مناسب يحقق التوافق النفسي والدراسي للطلاب فإذا وجد الطلاب الجو والمناخ المناسب والإدارة الواعية والمعلمين القدوة فلا شک ان ذلک سوف ينعکس فى سلوکهم من الناحية الخلقية والنفسية والاجتماعية .وتوصى الباحثة بعقد البرامج الدينية التوعية والندوات داخل المدارس مما يعمل على تنمية الجانب الاخلاقى الذي يصاحبه انخفاض فى درجات  العنف المدرسي  .