Subjects
-Abstract
يشهد المجتمع العالمي منذ أواخر القرن العشرين تحولا فى مفهوم رأس المال من مفهوم رأس المال المادي الذى ينصب على الأرض وعلى الموارد المالية إلى مفهوم رأس المال المعرفي، حيث أصبحت المعرفة تمثل القوة الفارقة بين الأمم المتقدمة والأخرى النامية إذا أصبحت الکفاءة التنافسية فى المجتمع و الاقتصاد العالمي اليوم تعتمد بصورة متزايدة على مستوى الاستخدام الکثيف للمعرفة داخل کل قطاع من قطاعات النشاط و العمل فى کل مجتمع، فمجتمعات المعرفة تؤلف بين مقاربات مختلفة کتلک التي تقترحها مفاهيم من قبيل مجتمع المعلومات والمجتمع الشبکي والاقتصادي المؤسس على المعرفة والمجتمعات المتعلمة ومجتمع ما بعد الحداثة ومع أنها تؤلف بين هذه المقاربات إلا أنها تبقى متميزة عنها لتقدم إمکانات جديدة للتنمية البشرية المستدامة للمجتمع.
فنحن فى حاجة للتدعيم من قبل التعليم العالي ليدعم استراتيجيات النمو المعرفى وذلک لأن التعلم له دور هام فى تطوير المجتمع وتنميته من خلال إسهام مؤسساته فى تخريج کوادر بشرية مدربة على العمل فى کافة المجالات و التخصصات المختلفة وتعد الجامعة من أهم المؤسسات التي يناط بها مجموعة من الأهداف تندرج تحت ثلاث وظائف رئيسية هي التعليم وإعداد القوى البشرية و البحث العملي وخدمة المجتمع.
ففي ظل التغيرات والتحولات العالمية المتسارعة يمثل التعليم العالي أهمية کبيرة على صعيد تقدم المجتمعات ونموها، ليمکنها من خدمة المجتمع عن طريق الإسهام
فى ربط البحث العلمي باحتياجات قطاعات الإنتاج من خلال تخصيص أماکن لعدد من الشرکات والمؤسسات الصناعية لتتخذ منها مقار تتفاعل فيها مع الهيئات التدريسية لکي تتعاون على دراسة المشکلات التي تواجهها قطاعات الإنتاج المختلفة وتعوق تطورها.
وهذا يتطلب تعاونا وثيقا بين الجامعة والمؤسسات الصناعية عبر قنوات اتصال ومسارات عمل واضحة ومحددة فى إطار إستراتيجية عامة للبحث والتطوير ومجتمع معرفي يتميز عن غيره بالاهتمام المتزايد ببناء القدرات وتنمية المهارات ويضع التعلم سواء من خلال الفعل أو من خلال الاستخدام حيث لا يعتمد أي مجال أو قطاع فى الواقع علي نموذج مفرد فى اکتساب المعرفة بل يعتمد علي نموذجين متکاملين الأول ابتکار المعرفة العلمية والثاني ما يعرف بالنموذج الإنساني الذى يعتمد على نموذج التعلم بالعمل أو التعلم المباشر فى موقع الممارسة ويعتمد إلى حد کبير علي الاستغلال الأمثل للفرص المقدمة من خلال التعلم بالعمل لخلق المعرفة وهذا يفرض إقامة جسور التواصل بين المؤسسات التعليمية ومواقع العمل والإنتاج حتى يکامل الطلاب بين النظرية والتطبيق ويجدوا فرص أفضل للتدريب واکتساب الخبرات العملية الواقعية کمجال لتنمية قدراتهم العلمية وکفرصة لتقييم ما يتعلمونه، وبطبيعة الحال هذا لا يتعارض مع المفهوم العام للجامعة بل يتعداه إلى ممارسة النشاطات الإنتاجية المناسبة للعملية التعليمية ومتابعة مشاکل الإنتاج فى حقل العمل الأمر الذي يحقق موارد مالية إضافية ويقلل من اعتمادها علي التمويل الخارجي ومن ناحية أخري لا تعني الجامعة أنها مؤسسة إنتاجية تتصرف کشرکة تجارية بل لها أهداف تختلف عن أهداف الشرکات التجارية حيث أن مهمتها الأساسية هي التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع وهي مهمة يجب أن تصان حيث أنها تمثل نموذج مرن يحقق التوازن بين الوظائف الثلاث بعيداً عن المفهوم التقليدى للجامعة عن طريق الربط بين النظرية والتطبيق.
DOI
10.21608/mfes.2015.107475
Authors
Last Name
عبد اللاه عبد التواب
MiddleName
-Affiliation
أستاذ أصول التربية / المتفرغ
وعميد کلية التربية الأسبق
کلية التربية جامعة أسيوط
Email
-City
-Orcid
-MiddleName
-Affiliation
أستاذ أصول التربية المساعد
کلية التربية – جامعة أسيوط
Email
-City
-Orcid
-MiddleName
-Affiliation
معلم علوم بمدرسة أنوار الحرامين الإعدادية المشترکة
Email
-City
-Orcid
-Link
https://mfes.journals.ekb.eg/article_107475.html
Detail API
https://mfes.journals.ekb.eg/service?article_code=107475
Publication Title
مجلة کلية التربية (أسيوط)
Publication Link
https://mfes.journals.ekb.eg/
MainTitle
الجامعة ودورها التنموي في مجتمع المعرفة