تؤکد الأدبيات التربوية العربية والأجنبية على أهمية التعلم الذاتي الذي ينقل محور اهتمام العملية التعليمية من المادة الدراسية إلى التلميذ نفسه ، وتسلط عليه الأضواء لتکشف عن ميوله واستعداداته وقدراته ومهاراته الذاتية ، بهدف تنميتها وتوجيهها لتتقابل مع ميوله الخاصة، لکي تحفز دوافعه ورغباته الشخصية ليتمکن بذلک من الوصول إلى أقصى إمکاناته .
وتبرز ضرورة التعلم الذاتي في الوقت الحاضر نتيجة لضخامة أعداد المقبلين على التعليم. فضلاً عن أن المهارات الأساسية في عملية التعليم التقليدي لم تعد مطلباً کافيا لممارسة الفرد حياته بشکل ناجح ، وإنما يحتاج إلى مهارات أخرى مثل النقد، والتحليل، والترکيب، والقدرة على حل ما يواجهه من مشکلات . ولذا فقد أصبح التعلم الذاتي ضرورة تفرضها طبيعة الحياة المعاصرة ، والتي لم تعد فيها المدرسة تفي بمتطلبات التعليم والتعلم ، وهذا ما يعکسه تقرير "اللجنة الدولية لتطوير التعليم" . ( کمال زيتون ،2002 ، 15) *
ولذلک نجد أن هذا الاتجاه التربوي الحديث يفسح المجال أمام إبراز الفروق الفردية الموجودة بين تلاميذ الصف الواحد ، وإتاحة الفرصة لکل منهم للانطلاق وفقاً لسرعته الخاصة به في التعلم .
ولهذا نجد أن تدريس العلوم أصبح يطالب بأن يساعد المتعلم على أن يستفيد ويتفاعل بشکل إيجابي مع المتغيرات العلمية الجديدة ، ولا يتم ذلک إلا من خلال تبنى استراتيجيات تتيح للطالب الفعالية في الموقف التعليمي . (مجدى عزيز، 2004 ، 18)
وتعتبر الحقائب التعليمية أحد أساليب التعلم الذاتي کمحاولة لتوفير ظروف التعلم الأمثل والأکثر مناسبة لقدرات ومعدلات تعلم کل تلميذ .
ونجد أن التعلم بواسطة الحقائب التعليمية ( التقليدية والالکترونية ) يمثل محاولة لتوفير محتوى وخبرات ونشاط للتعلم يمکن کل تلميذ من التحکم في معدل دراستها وتعلمها بما يتلاءم مع ظروفه وقدراته، ويتوقف ذلک على أهدافها التعليمية. (سعد خليفة ، 2001 ، 80)
ومما سبق ، يتضح أن الاهتمام الذي حظي به التعلم بواسطة الحقائب التعليمية ( التقليدية والالکترونية ) يرجع إلى فعاليتها في تحقيق العديد من الأهداف التي ينادى بها التربويون مثل إعطاء الفرصة للتلميذ لکي يعلم نفسه بنفسه تحت إشراف المعلم ، وخلق نوع من التفاعل النشط بين التلميذ والمعلم ، وإتاحة المجال أمام التلميذ لکي يختار بحرية من النشاطات المختلفة بما يتلاءم مع ظروفه واستعداداته وقدراته.
(*) يتم التوثيق کالتالي (اسم المؤلف , سنة النشر ، رقم الصفحة )