Beta
107424

استراتيجية مقترحة للتلاميذ منخفضي التحصيل فى مادة الدراسات الاجتماعية بالمرحلة الابتدائية لتحسين مستواهم الدراسي وتنمية الثقة بالنفس وبقاء أثر التعلم لديهم

Article

Last updated: 26 Dec 2024

Subjects

-

Tags

مناهج وطرق تدريس تخصصات (اللغة العربية – الإنجليزية - الفرنسية- الرياض…بية الفنية -الاقتصاد المنزلي- التعليم الصناعي - التاريخ - الجغرافيا))

Abstract

تسهم مناهج الدراسات الاجتماعية بحکم طبيعتها وما تتضمنه من موضوعات متعلقة بالمکان وبالزمان، فى بناء الشخصية المتکاملة والمتوازنة للمتعلم، وتهيئته ليکون عضوا فاعلاً فى المجتمع، وتکوينه لنظرة عالمية تعمل على تقوية وتدعيم ارتباطه بالمجتمع، والذى ينعکس بدوره على سلوکه وأسلوب تعامله مع الآخرين . 
ويتفق کل من (منسي،1999، 51 ) و( الشرقاوي ، 2005، 2 ) على أن منهج الدراسات الاجتماعية بالمرحلة الإبتدائية يعتبر أحد المناهج الهامة التى تلعب دوراً کبيراً في إرساء القاعدة لشخصية المتعلم القادر على الانتماء إلى المبادئ الانسانية وحضارتها العريقة، بحيث يــــؤمن بها ويدافع عنها حتى تصبح جزءاً من نظامه القيمي , کما تساعده علي التکيف, والتفاعل الايجابي مع المجتمع الذي يعيش فيه لکونها من أنسب المواد الدراسية التي يمکن من خلالها تنمية المهارات الحياتية وارتباطها بالواقع .
ويلعب معلم الدراسات الاجتماعية دوراً کبيراً في تکوين تلک الشخصية , والتى تتوقف على قدرته على ترجمة الحقائق والمفاهيم إلى سلوک إضافة إلى قدرته على التعامل مع تلاميذه، فلم تعد وظيفته مجرد تزويد التلاميذ بالحقائق والمعلومات ؛ بل أصبحت عملية تربوية شاملة لجميع جوانب التلميذ الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية.                       (نزال ،55,2003)  .
وتعتبر الاستراتيجية التدريسية التى يختارها ويستخدمها  المعلم, والتي يجب أن  تتناسب مع  التلاميذ ومستواهم الدراسي اساسا جوهرياً لتحقيق أهدافه. وعلى الرغم من کفاءة الکثير من المعلمين  إلا أننا کثيراً ما نجدهم يعانون من تأخر بعض التلاميذ عن الوصول لنفس الهدف الذى وصل اليه زملائهم, وهى مشکلة لا يکاد صف دراسى يخلو منها، ويتطلب ذلک أن يکون المعلم على وعى مناسب بخصائص تلک الفئة والاسباب التى تؤدى لذلک، واختيار استراتيجيات التدريس المناسبة لهم.  
     وقد أصبح وجود مثل هذه الفئة من أهم المشکلات التربوية التى تواجه المعلمين وتعوقهم عن تحقيق أهدافهم، وأخطر المشکلات التى تواجه التلاميذ في حياتهم المدرسية والتى غالباً ما تؤدى لانخفاض ثقتهم بأنفسهم، وتکرار فشلهم الدراسى؛ مما يعيق تقدم العملية التربوية ويحول بينها وبين أداء رسالتها على الوجه الأکمل، وإهدار  الکثير من الثروات البشرية والمادية، علاوًة على أنها تؤثر تأثيرًا واضحًا على نسبة الفاقد في التعليم (العارف،187,2001-187)
      ويتفق کل من ( الفلمبانى، 2011، 66 )، و(عدس , 1999، 12 ) أن انخفاض مستوى التحصيل الدراسى لدى التلميذ قد يرجع لأسباب عدة  فقد يکون لأسباب صحية أو فسيولوجية (کالمرض- تاخر النمو- سوء التغذية ) وقد يکون لأسباب مدرسية ( المدرسة غير المناسبة- الضغط عليه) أو نفسية ( مثل ضعف الثقة بالنفس- کراهية مادة دراسية بعينها – نقص الانتباه ) أو مادية أو اجتماعية (کانخفاض مستوى تعليم الوالدين – المستوى الاقتصادي والاجتماعي- مشکلات اسرية )، وقد يرجع لقلة الاهتمام بالدراسة، ونقص الدافعية ونقص المثابرة، لبعد المناهج عن الواقع- قصور طرق التدريس، وشخصية المعلم واسلوب تعامله، ، ويظهر هذا جليا في الصفوف الدراسية ،وبخاصة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، کأن نجد تلميذا أو أکثر يسبب الإزعاج والمتاعب للمعلم، ويبدو عليه صعوبة فى التعلم، متمثلا فى بطء  الفهم وعدم القدرة على الترکيز والخمول وشرود الذهن.
      وقد حازت تلک الفئة على اهتمام کثير من الباحثين لدراسة الاسباب التى تؤدى إلى ظهورها، وسبل علاجها، وقد أتفقوا على ضرورة التحول من التعلم بطرق الحفظ والاستظهار إلى التعلم النشط  الذى يجعل لما يتعلمه التلميذ معنى وهدفًا ووظيفة.  
     وتشير فلسفة التعلم النشط (Active Learning): إلى أنه ذلک " التعلم الذي يتيح الفرصة للتلاميذ  للمشارکة في بعض الأنشطة التي تشجعهم على التفکير والتعليق على المعلومات المعروضة للنقاش، بحيث لا يقوم التلاميذ بالإصغاء العادي، بل عليهم تطوير مهاراتهم للتعامل مع المفاهيم المختلفة في ميادين المعرفة المتعددة، عن طريق قيامهم بتحليل تلک المهارات وترکيبها وتقويمها، من خلال المناقشة مع الآخرين، وطرح الأسئلة المتنوعة، أو القيام بالأعمال الکتابية، بحيث تجبر تلک الأنشطة التلاميذ على أن يستجيبوا للأفکار المطروحة ويتعلمون کيفية تنظيمها" (Bonwell & Eison،1991,56). 
        وفى ضوء تلک الفلسفة قدم الکثير من التربويين طرق واستراتيجيات بهدف تطوير التدريس، ورفع مستوى تحصيل التلاميذ وزيادة ايجابيتهم، کدراسة هانى (Haney،2003) ودراسة "ستيوارت وکارتر وباسمور(Stewart & Cartier & Passmore ،2004).
 
 
وبالنظر إلى واقع التدريس في مدارسنا نجد أن اسلوب التدريس التقليدى ما زال يشغل حيزًا کبيرًا بين الطرق والأساليب التي يستخدمها المعلم داخل الفصل، حيث يسيطر المعلم على النشاط الصفى عن طريق تقديم المعلومات جاهزة للمتعلمين، وبطريقة لا تستثير ميولهم نحو تعلمها؛ مما يقلل من رغبتهم فى الدراسة، وأصبح التعلم نظريًا تلقينيًا والتلاميذ أکثر سلبية واعتمادًا في تحصيلهم على مساعدة الآخرين کما تزعزعت ثقتهم بأنفسهم (الفار,2000 ,188)
وتعد الثقة بالنفس من المهارات النفسية الهامة التي کثيرا ما تتأثر  بأداء ومستوى التلاميذ الدراسى ، وإن اختلفت عوامل ومصادر تنميتها، ويقصد بها إيمان الفرد بأهدافه وقدراته وقراراته وإمکانياته، وتتمثل في الحب والعطف والتفکير الإيجابي والصبر والمثابرة والإصرار واستثمار الوقت.  
وقد ربط الکثير من الباحثين بين نمو الثقة بالنفس لدى المتعلم وإسهامات نمط التدريس  واستراتيجياته في تحقيق الأهداف التربوية المرجوة , والتى تسهم في رفع المستوى التحصيلى للتلاميذ، وتنمية الثقة بالنفس لديهم (الويس ،7,2005)   
ويشير ( الدفاعي، 52,2000 ) إلى أن ما يميز الأفراد ذوي دافعية الإنجاز الثقة بالنفس، وأن الکثير من حالات التخلف الدراسي ناتجة من انعدام الثقة بالنفس، فالطلبة ذوي الدافعية العالية يمتازون بأن تحصيلهم عالٍ ويتمتعون بقدرات إبداعية مقارنة بالطلبة ذوي التحصيل المتوسط، فالتحصيل العالي والقدرات الإبداعية، والطموح والاستقلالية والتمتع بإنجاز المهمات هي ما يميز الأفراد ذوي الدافعية العالية، ويؤکد ( الطائى ، 2007،              295 ) أن دافع الإنجاز الدراسي ينشأ من حاجات مثل السعي وراء التفوق وتحقيق الأهداف السامية في النجاح، وهو ما أثبتت صحته دراسة ( العنزي، الکندري، 2004 )  ودراسة ( أبو هدروس والفرا ، 2011 ) حيث توصلا إلى علاقة ارتباطية ايجابية دالة بين التحصيل الدراسي ومستوى الثقة بالنفس، کما أن معظم الجوانب الإيجابية في شخصية الفرد کالاستقلال وتحقيق الذات والطموح، والإنجاز لا تنمو إلا بنمو الثقة بالنفس ؛ مما  يستوجب وقفة جادة من قبل المعلمين لإعادة النظر في أساليب تدريسهم والأنشطة              التي يستخدمونها .  
وانطلاقاً من هذا الواقع غير النشط للتدريس أصبح لزاماً على الباحثين توجيه انتباه واهتمام المعلمين باستراجيات التعلم النشط ،وذلک لما اثبتته الدراسات العلمية مثل دراسة                      ( عبدالکريم 2009 ) ودراسة(بوقس  1429 ) ودراسة( الأسطل 2010 ) ودراسة(سالم 2012 ) ودراسة (طه  2013 ) من فاعليتة فى إثارة حواس المتعلم، ومساعدته على تکوين المعلومات من خلال الممارسة الذاتية، وتحسين التفاعل بين الطلاب والمعلم والزملاء، وتحسين مستوى الإنجاز الأکاديمي (التحصيل)، وتنمية مهارات الاتصال، ومهارات التفکير العليا، ومهارات العمل الجماعي، وزيادة الدافعية للتعلم، وانخفاض مستويات القلق، والاحتفاظ بالمعلومات.

DOI

10.21608/mfes.2015.107424

Authors

First Name

جمال الدين

Last Name

إبراهيم محمود العمرجى

MiddleName

-

Affiliation

جمال الدين إبراهيم محمود العمرج أستاذ المناهج وطرق تدريس الاجتماعيات المساعد بکلية التربية بالسويس -جامعة السويس المعار حاليا أستاذ مشارک بکلية التربية بالدوادمى – جامعة شقراء

Email

-

City

-

Orcid

-

First Name

أسماء

Last Name

زکى محمد صالح

MiddleName

-

Affiliation

باحث بالمرکز القومي للبحوث التربوية والتنمية طرق تدريس الاجتماعيات المعاره حاليا للعمل بعمادة السنة التحضيرية جامعة الملک سعود

Email

-

City

-

Orcid

-

Volume

31

Article Issue

3

Related Issue

16260

Issue Date

2015-04-01

Receive Date

2015-08-13

Publish Date

2015-04-01

Page Start

419

Page End

478

Print ISSN

1110-2292

Online ISSN

2536-961X

Link

https://mfes.journals.ekb.eg/article_107424.html

Detail API

https://mfes.journals.ekb.eg/service?article_code=107424

Order

14

Type

المقالة الأصلية

Type Code

1,355

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة کلية التربية (أسيوط)

Publication Link

https://mfes.journals.ekb.eg/

MainTitle

استراتيجية مقترحة للتلاميذ منخفضي التحصيل فى مادة الدراسات الاجتماعية بالمرحلة الابتدائية لتحسين مستواهم الدراسي وتنمية الثقة بالنفس وبقاء أثر التعلم لديهم

Details

Type

Article

Created At

23 Jan 2023