Beta
107420

فاعلية برنامج مقترح قائم على التعلم النشط في تنمية بعض المهارات الحياتية للطالب معلم التربية الفنية (*)

Article

Last updated: 26 Dec 2024

Subjects

-

Tags

مناهج وطرق تدريس تخصصات (اللغة العربية – الإنجليزية - الفرنسية- الرياض…بية الفنية -الاقتصاد المنزلي- التعليم الصناعي - التاريخ - الجغرافيا))

Abstract

تعددت صور الاهتمام بالتعليم في مصر، سواء التعليم في کل مراحله الأولى                 أو التعليم الجامعي، وذلک للنهوض والارتقاء بالمجتمع ککل ومواکبة التقدم والتطور السريع في مجال التکنولوجيا المعلوماتية والثورة الهائلة في کافة مجالات التعليم والتعلم، وزاد الاهتمام بالتعليم الجامعي لأنه بمثابة المرحلة والمحور الأساسي الذي يتزود فيه الطالب بالمهارات الأساسية والمعارف التي تمکنه من التواصل والتفاعل والاندماج في المجتمع، وهنا نتحدث عن الطالب المعلم، أي الطالب الذي التحق بکليات التربية، معلم الغد، حيث أصبح من الضروري أن يکون ملماً بالمعارف والمهارات العلمية الواسعة، والمهارات الحياتية المتعددة کالقدرة على التکيف والمرونة والإبداع والابتکار واستشراف التغيير واستعداداته، کي يستطيع مواکبة الحياة المعاصرة المعقدة، وملاحقة تغيراتها والتکيف معها، والتغلب على مشکلاتها (راشد علي، 1996، 39).
        وبناء على ذلک فقد اهتمت الدولة بالنهوض بالتعليم حيث تعد مؤسسات التعليم الجامعي بصفة عامة وکليات التربية بصفة خاصة من المؤسسات المهمة التي تعد المحور الأساسي في عملية إصلاح وتطوير التعليم، لما لها من أثر کبير في تحقيق النمو المتکامل لشخصية الطالب، وتنمية قدراته على التفکير، والاستقلالية والاعتماد على النفس، والابتکار، والتعليم الذاتي، وکذلک إکسابه المهارات الأساسية وتکوين المواطن السوي وإعداده للحياة في مجتمعات القرن الحادي والعشرين (محمد الترکستاني، حبيب الله، 1999، 77- 101).
        ونظراً لتلک الأهمية لکليات التربية فقد بذلت جهوداً عديدة لتطوير أهدافها ومناهجها وإمکاناتها البشرية والمادية، وذلک لتخريج خريج يمتلک المعرفة المهنية والمهارات الحياتية التي تمکنه من استيعاب متغيرات العصر والتعايش معها بنجاح (أحمد النمر، مدحت، 2004، 91- 93) وهناک العديد من الدراسات والبحوث التي أکدت على ضرورة امتلاک الطالب المعلم ليس فقط للمعلومات والمعارف والمهارات العلمية بل يحتاج للمهارات الحياتية حتى يتم تأهيله وإعداده لکي يصبح معلماً ناجحاًَ قادراً على التعامل والتکيف ومواجهة الغد، وفق هذه الدراسات دراسة (ناکولا، نيکتو J., Nakkula M. Nikito Pailos، 2001)، (مازن حسام، 2002)، (رفعت، ريهام،2007)، (عبد الله أحمد، 2010)، (زارع، أحمد، 2008)، (رسمي، عادل، 2008)، (محمد حسن، رفعت، 2006)، (عبد الله، أحمد، 2004)، (حسين، أحمد، 2001).
        فالمهارات الحياتية هي التي تجعل الفرد قادراً على إدراک التفاعل الصحي بينه وبين الآخرين وبينه وبين المجتمع. ومثال ذلک أن الفرد لابد أن يکون لديه مهارة الاتصال اللغوي، وهذا الأمر يساعده على عرض أفکاره، وآرائه بإيجاز ووضوح دون الحاجة إلى الاستطراد، وتقديم تفاصيل هو في غنى عنها، وهو يحتاج أيضاً إلى عرض أفکاره کتابة وکذلک لابد أن يمتلک مهارة الاستماع والقراءة ومهارات أخرى أساسية. وهذا کله يساعده على معايشة المجتمع والمشارکة في أحداثه والتعامل مع کل المواقف التي تواجهه.
        إن تمکن الفرد من المهارات الحياتية وممارستها في مختلف المواقف تشعره بالفخر والاعتزاز بالنفس، دون ما يطلب منه أن يؤدي عملاً وتيقن ما طلب منه، فإن هذا يشعر الآخرين بالثقة فيه، ويعطيه هو المزيد من الثقة بالنفس، فإن التمکن من المهارات الحياتية يعطي الفرد القدرة على مواجهة مواقف الحياة المختلفة، والقدرة على التغلب على المشکلات الحياتية والتعامل معها بخدمة وطريقة جيدة. فالمهارات الحياتية کثيرة ومتعددة يحتاج إليها الفرد في جميع مجالات حياته، سواء في العمل أو في الأسرة أو في العلاقات مع الآخرين، ومن ثم يمکن القول بأن الفرد في حاجة لامتلاک مهارات يستطيع أن يمارسها في کافة مجالات الحياة، وبالتالي فهي سبيل إلى سعادته وتقبله للآخرين والحياة معهم، وکذلک حب الآخرين وتقديرهم له.
        ونظراً لأهمية تلک المهارات فقد أکد (مرسي، عمر، 2010، 24- 25) على أهمية أن يتسلم جميع أفراد المجتمع بمهارات عامة ويرجع ذلک إلى توقعاته المستقبلية من صعوبات تواجه البشرية نتيجة للتقدم العلمي والتکنولوجي المذهل وما سيحدثه من صدمة في المستقبل، فهو يشير إلى توقع تزايد مشکلات إنشاء الروابط الإنسانية والحفاظ عليها إذا ما استمرت الحياة في تسارعها کما صدر تقرير 1996 بعنوان إعداد الطلاب للقرن الواحد والعشرين الذي أعده (55) عضواً من رجال التعليم ورجال الأعمال وعلماء ومفکرين والذين أکدوا فيه على ضرورة أن يساعد الطالب على أن يکون له حياة أفضل في المستقبل، وهذا من خلال المهارات الحياتية اللازمة له.
        في ضوء ذلک يتضح ضرورة أن يکتسب کل معلم المهارات الحياتية، والتي تکفل له الحياة السعيدة کما تمکنه من مواجهة الحياة بکل مواقفها، ومتغيراتها والتعامل بکفاءة مع کل مستحدثاتها، کما إن امتلاک الفرد لهذه المهارات يحقق له التعايش الناجح والتکيف والمرونة في حياته العملية والشخصية کذلک الثورة الصناعية والعملية والتکنولوجية الراهنة تستلزم ضرورة أن يزود الأفراد بالمهارات الحياتية لها حتى يتعايش معها.
        ولکي يستطيع معلم الغد مواجهة المتغيرات الراهنة لابد أن يمتلک عدد من المهارات الحياتية الضرورية والتي صنعتها بعض الدراسات إلى مهارات التفکير، ويحقق الذات، ومهارات الاتصال والتواصل، المهارات العملية والتکنولوجية (اللولو ، فتحية، 2005، 47) ومهارات اتخاذ القرار ومهارات تحمل المسئولية، ومهارات التفاوض، ومهارات الحوار، ومهارات التخطيط السليم، مهارات التواصل الفعال، مهارات التسامح (محمد علي، 2006، 201)، وصنفتها بعض الدراسات إلى المهارات البدنية، ومهارات الاتصال والتواصل والمهارات الاجتماعية والعمل الجماعي والمهارات الأخلاقية، ومهارات التفکير والاکتشاف (الحايک، خالد، 2008، 15) صنفها (مرسي، عمر، 2010، 34) إلى مهارات صحية، مهارات لغوية، مهارات اجتماعية، ومهارات فنية، ومهارات رياضية، مهارات عملية، مهارات تکنولوجية.
        حيث قدمت هذه الدراسات والبحوث عدد من التصورات والمقترحات للمهارات الحياتية التي ترى في تقديرها أنها تستلزم الطالب المعلم معلم الغد، کما اقترحت سبل لإکساب وتنمية المهارات الحياتية منها العمل الجماعي والمناقشة والحوار وسرد القصص والتعلم الذاتي الذي يدعمه الفريق ومشروعات التنمية العملية بالإضافة إلى أساليب التعلم بالمشارکة، حيث يبني هذا التعلم على عملية التعلم الاجتماعي الذي يشمل سماع تفسير أو شرح للمهارة المقصودة، وملاحظة المهارة، ثم (نمذجة) أو ممارسة المهارة في مواقف مختارة في بيئة تعلم دائمة، والتغذية الراجعة عن أداء الفرد للمهارات ويتم ممارسة المهارات بواسطة لعب دور في سيناريوهات نمطية بالترکيز على تطبيق المهارات وتأثيرها على مرور المواقف الفرضية ويتم تعلم المهارات باستخدام أدوات تعلم المهارات، أي العمل من خلال خطوات في عملية اتخاذ القرار، وينبغي أن يتم تصميم تعليم المهارات الحياتية ليتمکن المتعلمون من ممارسة المهارات بشکل متقدم وفي مواقف تنطوي على متطلبات أکثر، ولا يمکن تعلم المهارات الحياتية على أساس المعلومات وحدها، فهي ليست عملية نظرية، فهي تتطلب تعلم خبراتي ودعم المهارات لدى کل فرد في بيئة تعلم داعمة.
          ودعمت هيئة اليونيسيف (2005) مدخل فهم المهارات الحياتية وذلک بإتباع                ما يلي:
1 - تحديد المهارات الحياتية: وتشتمل مجموعة من المهارات النفسية، والاجتماعية، والتبادلية الشخصية بشکل يجعلها تتصل مع بعضها البعض، فمثلا قد يشمل صنع القرار وتحليل القيم.
2 - تحديد المحتوي المعرفي للمهارات الحياتية: وذلک من خلال اختبار محتوى له                  علاقة بالمهارة مع مراعاة التوازن بين ثلاثة عناصر هي (المعرفة – الاتجاهات – المهارات).
3 - تحديد الأساليب التدريسية: حيث لا يحدث التعلم المبني على المهارات دون وجود تفاعل بين المشترکين في العملية التعليمية.
      وحدد (رسمي، عادل، 2009) (حسين، أحمد ومصطفى، دعاء، 2008) أساليب تنمية المهارات الحياتية من خلال التعلم التعاوني، دعم الأقران، نمذجة المهارات، لعب الأدوار، تحليل الموقف الحياتي، العمل في مجموعات صغيرة، کذلک يمکن إکساب وتنمية المهارات الحياتية من خلال استخدام استراتيجيات تدريسية تعمل على فاعلية دور المتعلم في العملية التعليمية وکذلک من خلال ملاحظة سلوک الآخرين، والخبرات العديدة التي يجب أن توفرها المؤسسات التعليمية. وهذا ما اتبعه البحث الحالي استخدام التعلم النشط لتنمية المهارات الحياتية حيث أثبت العديد من الدراسات والبحوث أهمية وفاعلية التعلم النشط.
      تُعد إستراتيجية التعلم النشط من الاستراتيجيات الحديثة في التعلم التي              يمکن استخدامها بفاعلية في تنمية المهارات للطالب المعلم، نظراً لاعتمادها على فاعلية المتعلم، حيث تمارس مهارات التفکير وتکتسب المهارات ويتم تنميتها عن طريق التعلم النشط، من خلال الأنشطة العديدة التي يشارک فيها الطالب من خلال طرح الأسئلة، المناقشة، حل المشکلات، والاستفادة من التعلم في التطبيقات الحياتية العملية (حوده، علي، 2005، 126).
      وهناک عدد کبير من الدراسات والبحوث التي أکدت على أن استخدام استراتيجيات التعلم النشط يسهم بدرجة کبيرة في تنمية وإکساب المهارات، مثل(رسمي، حماد، ورشوان، أحمد، 2008)، (حسني، هناء، 2005) دراسة (جاينفيز، 2005)، و (دراسة مکيني، 1998) التي أوضحت أن التعلم النشط بکل استراتيجياته على الرغم من اختلافها في مراحلها ومضمونها إلا أنها تتفق على أن المتعلم هو مرکز التعلم الفعال والنشط وعلي الهيئة التعليمية التي تأخذ به أن تراعي توفير البيئات التعليمية المناسبة لمساعدة ذلک المتعلم على اکتساب العادات السلوکية المرغوبة والتي تعد بمثابة إشارة لحدوث التعلم توافقاً مع التعريف الشائع للتعلم بأنه "تغير ثابت في سلوک الفرد" ودراسة (محمود، محمد، 2005) التي أکدت على أن التعلم النشط کي يکون نشطاً حيث أنه يکسب المتعلم مهارات التعلم المستمر، ويقصد بالتعلم النشط هو الانتقال بالتلميذ من حالة التعليم إلى حالة التعلم والعمل النشط مع التأکيد على أن التعلم الذاتي والتدريب وأساليب الاستقصاء، واستخدام مصادر التعلم، يجب أن يکتسب المتعلم مهارة التعايش مع المجتمع المعاصر، وذلک يتطلب تدريب المتعلم على التکيف مع المستحدثات التکنولوجية، ومواجهة المواقف الجديدة والمشکلات المعقدة والغير نمطية.
      وتمثلت استراتيجيات التعلم النشط في عدد کبير من الاستراتيجيات التي تعتمد على فاعلية المتعلم أثناء التعلم وهي إستراتيجية الحوار والمناقشة، إستراتيجية العصف الذهني، الاکتشاف، حل المشکلات، التعلم التعاوني، التعلم الذاتي، لعب الأدوار، التعلم في مجموعات، تعلم الأقران.
      فالتعلم النشط هو التعلم القائم على المشارکة، أي مشارکة المتعلم وتوظيف ما لديه في عملية التعلم، فهو يرکز على الدور الإيجابي للمتعلم ويتطلب منه في ضوء خبراته السابقة في صورة نشاط عقلي مصاحب له نشاط حرکي لحل مشکلة فا أو موقف أو نشاط يتطلب تفکيراً لتحقيق هدف ما تحت إشراف المعلم وتوجيهه وملاحظته وتقويمه، فهو نوع من التعلم يرکز على المتعلم ويجعله محوراً للعملية التعليمية لتحقيق النمو الشامل له في جميع الجوانب العقلية من معلومات وتفکير علمي، وکذلک الجوانب المهارية من مهارات يدوية وحرکية وغيرها، وکذلک الجوانب النفسية من ميول واهتمامات واتجاهات والجوانب الخلقية (هيئة کير الدولية، 2005، 50)، دراسة (ميخائيل، ناجي، 2001)،                     (برونو، 2002)، دراسة (بولينج، 2012)، (أديبومي، 2004).

DOI

10.21608/mfes.2015.107420

Authors

First Name

عبير

Last Name

سروة عبد الحميد

MiddleName

-

Affiliation

مدرس المناهج وطرق التدريس ، کلية التربية – جامعة أسيوط

Email

-

City

-

Orcid

-

Volume

31

Article Issue

3

Related Issue

16260

Issue Date

2015-04-01

Receive Date

2015-08-13

Publish Date

2015-04-01

Page Start

306

Page End

344

Print ISSN

1110-2292

Online ISSN

2536-961X

Link

https://mfes.journals.ekb.eg/article_107420.html

Detail API

https://mfes.journals.ekb.eg/service?article_code=107420

Order

10

Type

المقالة الأصلية

Type Code

1,355

Publication Type

Journal

Publication Title

مجلة کلية التربية (أسيوط)

Publication Link

https://mfes.journals.ekb.eg/

MainTitle

فاعلية برنامج مقترح قائم على التعلم النشط في تنمية بعض المهارات الحياتية للطالب معلم التربية الفنية (*)

Details

Type

Article

Created At

23 Jan 2023