لا شک أن العالم الآن يشهد ثورة في تکنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتطبيقاتها في مختلف ميادين ومجالات المعرفة ، ومن أهمها مجال التعليم ، مما جعل الکثيرون يطلقون على هذا العصر الذي نعيشه عصر الانفجار المعرفي نتيجة للزيادة الهائلة والمضطردة في الانتاج الفکري الناتج من الأبحاث العلمية في مختلف التخصصات .
ولا يخفى على أحد الأثر البالغ للحاسوب في هذه الثورة التکنولوجية ومساهمته الفاعلة في نموها وازدهارها. الأمر الذي جعل من الحاسوب أداةً لا غنى عنها بأي حال من الأحوال.
وفي مجال التعليم تطورت أساليب استخدام الحاسوب وأصبح الاهتمام منصباً على تطوير الأساليب المتبعة في التدريس باستخدام الحاسوب، أو استحداث أساليب جديدة يمکن أن يسهم الحاسوب من خلالها في تحقيق ودعم أهداف المناهج الد ا رسية.
أودت عمليات تطوير أجهزة الحاسوب الى ظهور أجيال حديثة من الأجهزة والب ا رمج سميت بأجهزة  وبرا مج الوسائط المتعددة (Multimedia ) . ( عزمي ، 2001 : 7 )
ويرى مصطفى  (2008 : 7 ) أن استخدام الوسائط المتعددة أصبح أمرا ضروريا في العصر الحالي لتقديم خدمات تعليمية أفضل وتوفير معلومات جديدة بشکل متواصل کما أن الطبيعة التفاعلية لتلک الوسائط تجعل من السهل الرد على أسئلة الطلاب بإجابات تحتوي على نصوص ، وصور ، وصوت ، وفيديو ، وحرکة بما يؤدي إلى التعمق في بعض الموضوعات عن طريق احتواء البرنامج على موضوع واحد به أکبر قدر من المعلومات مع الرسوم التوضيحية والنصوص والصور الثابتة والمتحرکة مما يساعد على الإلمام بموضوعات صعبة.
وهناک عدة تعاريف للوسائط المتعددة تزخر بها الأدبيات ذات العلاقة وکلها تدور في فلک واحد کما يرى الباحث ومن هذه التعاريف تعريف مصطفى ( 2008 : 15 ) والذي عرفها بأنها تجميع لعناصر النص المکتوب والصوت المسموع، والصور الثابتة، والمتحرکة في العرض الواحد وتکون هذه الوسائط تفاعلية عندما يعطى المستخدم التحکم والحرية في أسلوب العرض وانتقاء المعلومات التي يرغب فيها.
وأما بالنسبة للدور الذي تلعبه الوسائط المتعددة التفاعلية   ( Interactive Multimedia )في العملية التعليمية فيؤکد لال وعلياء الجندي ( 2008 : 355 ) أنها تتيح الفرصة للمتعلم لمواجهة قضايا ومواقف تعليمية غير مألوفة ، الأمر الذي يتطلب تفسيراً من المتعلم بناءً على خبراته السابقة وخلق ما يسمى بالتعلم النشط والذي بدوره يمکن المتعلم من اکتساب معلومات جديدة. اضافة الى إنه لا يقتصر استخدام هذه الوسائط في مادة دراسية دون أخرى إذ يمکن استخدامها بفعالية في مختلف الموضوعات الدراسية وفي جميع                                  المراحل التعليمية .
ويؤکد عزمي ( 2001 ) أن الوسائط المتعددة تقدم طرقاً عدة لجعل عملية التعلم أکثر سهولة لکل من المعلم والمتعلم کما أنها تتميز بالمتعة والتشويق وتساعد على تشجيع أهم دوافع التعلم لدى المتعلم ومنها الفضول وحب الاستطلاع .
أما مصطفى( 2008 )  فيرى أن الوسائط المتعددة التفاعلية تهدف إلى نقل الرسالة التعليمية من خلال وسائط متنوعة لنقل الأفکار والمعلومات وتعمل هذه الوسائط کمثيرات متعددة تصل بين ذاکرة المتعلم والمادة المعروضة أمامه وتجعل المتعلم يرکز انتباهه على مادة التعلم . کما تؤکد العديد من الد راسات فاعلية الوسائط المتعددة في العملية التعليمية مقارنة بالطرق التقليدية في التدريس ومنها  دراسة الجربوي(2000)، ودراسة الشمراني                   ( 2004 ) ، و د راسة عبدالمجيد( 2003 ) ، وأرجعت ذلک الى تعدد وتنوع الوسائط والأنشطة وأساليب التقديم وحرية التعلم والتغذية الراجعة ، وتعدد أنماط التفاعل بين المتعلم والحاسوب في برامج الوسائط المتعددة .
وتعتبر نظم الوسائط الفائقة (Hypermedia) إحدى الوسائط المتعددة التفاعلية والتي تطورت بشکل سريع وشاعت في الأوساط التعليمية حيث تمکن المتعلم من التنقل والتجول في البرنامج التعليمي للوصول إلى المحتوى عبر مسارات متعددة ،                 وبأشکال مختلفة تتضمن النصوص المکتوبة والرسوم المتحرکة والثابتة والأصوات ومقاطع الفيديو ، ضمن المعلومات المطلوبة وتتيح للمتعلم الحرية في اختيار المعلومات                      ( خميس ، 2006 : 19 ) .
والوسائط الفائقة هي ترکيبة من النص الفائق (Hyper text) والوسائط المتعددة ، فهي تجمع بين خصائصها . والنص الفائق هو بناء منظم متکامل من معلومات منفصلة مکتوبة فقط تترابط فيما بينها بروابط متشعبة تمکن المتعلم من التنقل بين المعلومات بطريقة المسارات المختلفة الغير تتابعيه ( خميس ، 2003 : ص ص 211 - 212 )  إن نظم الوسائط الفائقة حققت الکثير من الحلول لبعض مشکلات التعليم وتحسين بيئة التعلم وذلک بتأثيرها الواضح في زيادة تفاعل المتعلم مع المادة الدراسية وتعمل على معالجة الفروق الفردية وذلک بتلبية حاجات المتعلمين أثناء القيام بأنشطة التعلم المناسبة لاحتياجاتهم. فهذه الوسائل تجمع بين المواد المکتوبة والمسموعة والصور الثابتة والمتحرکة والفيديو بطريقة
ويرى (خلاف ، 2009) أن الوسائط الفائقة هي أحد أهم نتائج التقدم العلمي في مجال تکنولوجيا التعليم بما تمتلکه من خصائص ومميزات تساعد على تحقيق التفاعلية التي تجعل من المتعلم نشطاً وفعالاً ومديراً لتعلمه وباحثاً بمداخل تعليمية جديدة ، فيکون المتعلم محدداً بأهداف ومخيراً بين عدة بدائل لتحقيقها وفقاً لقدراته وامکاناته وخطوه الذاتي ، لهذا فإن التوجه إلى تفعيل تکنولوجيا الوسائط الفائقة في أنظمتنا التعليمية تمکن المتعلمين من القدرة على مواجهة مشکلاتهم بمنطقيه علمية صحيحة .
وتشير دراسة زينب أمين ( 1995 ) الى فاعلية برامج الوسائط الفائقة في التحصيل الدراسي وتنمية الاتجاه نحو المادة الدراسية کما أشارت إلى أن الوسائط الفائقة تعمل على تطوير وتنمية فهم وإدراک المتعلمين بطرق أفضل .
وتتفق زينب أمين (2000) و فاطمة علي (2010) على أن عملية التصميم لبرامج الوسائط الفائقة إحدى الرکائز الأساسية عند انتاج هذا النوع من البرامج ، فالتصميم الجيد يؤدي الى برنامج جيد يحقق العائد منه ويحقق أهدافه المرجوة .
ويعد نمط الابحار Navigation style من أهم رکائز تصميم وانتاج تکنولوجيا الوسائط المتعددة ، لأنه يعطي للمتعلم کمية من الحرية والسهولة للوصول إلى المعلومات المراد تعلمها أولاً.
ففي دراسة قام بها ( هنداوي ، 2005 ) هدفت التعرف على مدى فاعلية برنامج قائم على الوسائل الفائقة في تنمية مهارات طلاب شعبة تقنيات التعليم وتفکيرهم الابتکاري في التطبيقات التعليمية للإنترنت أشارت نتائج الدراسة إلى فاعلية نمط الإبحار بالقائمة في التحصيل وارتفاع مستوى الأداء المهاري .