تتسابق المؤسسات الجامعية على تحقيق الميزة التنافسية والحفاظ عليها معتمدة على الکفاءات البشرية لديها باعتبار ذلک من مصادر القوة, فمؤسسات التعليم العالي بأشکالها المختلفة تهدف إلى تحقيق التميز لکي تحتل مکان الريادة، الذي يضمن لها البقاء والاستمرار.
ونظراً لهذا التزايد الکمّي المتسارع في عدد الجامعات الحکومية والخاصة، وإلى برامجها المطروحة التي أحيانا تُطرح دون دراسة حاجات سوق العمل الداخلي والخارجي؛ وإلى سياسات التسعير وطرق الاستقطاب، فإنّ کل جامعة معنيّة بتسويق نفسها ومنافستها غيرها، وحيازة أولوية السبق في تحقيق جودة مخرجاتها وتميّزها والارتقاء بها إلى المستويات الدولية بحسب الاستطاعة, ولن يتمّ هذا التميّز والسّبق إلاّ برسم سياسة تعمل الجامعة على تحقيقها تنطلق من منطلقات الفلسفة التربوية العالمية.
و لکى تستطيع مؤسسات التعليم العالي أن تنافس بکفاءة في أسواقها فإنها تحتاج إلى أن تتميز بخدماتها لضمان رضا عملائها الداخلين والخارجين على حد سواء, ومن ثم فإن الثقافة الداخلية القوية لعملاء المؤسسة يمکن أن تساعد في تحسين دافعية العاملين، وتنمية الولاء لديهم، والوصول للاداء المرتفع وتحقيق الإبداع؛ لتحقيق ميزة تنافسية مؤسسية .([i])
وبناءً على ما تقدم، يصبح الاستثمار في التميز في التعليم أحد التوجهات الحديثة والمهمة في التعليم العالي لتحقيق الميزة التنافسية واستدامتها -على مستوى المدخلات والعمليات- وضمان مخرجات منسجمة مع المعايير المحددة بما فيها متطلبات سوق العمل التنافسية، ومن هنا جاءت هذه الدراسة للبحث في نقاط القوة التى تتميز بها کلية التربية بالوادى الجديد فى مجالات التعليم والتعلم و البحث العلمي وخدمة المجتمع , وذلک لتحقيق الميزة التنافسية المستدامة لکلية التربية بالوادى الجديد من خلال البحث في البرامج المختلفة التي تشتمل عليها تلک المجالات , وأهدافها والآلية التي تؤدي من خلالها للتميز المؤسسي.