إن اللغـة الـعربيـة بفنونـها الأربـع من : استمـاع وتحـدث وقراءة وکتابة تحتاج منا إلى العناية والاهتمام؛ حتى نساهم في إيجاد جيل يمتلک ناصيه اللغة, ويکون لديه القدرة على استخدامها بطلاقة ومهارة, ولن يکتمل هذا الهدف ما لم يتمکن التلميذ من معرفة وإتقان المفاهيم والقواعد النحوية .
فالنحو في أية لغة من اللغات من مقومات الاتصال الصحيح السليم, والخطأ في الإعراب في لغتنا العربية وفي ضبط الکلمات, يؤثر في نقل المعنى المقصود تمامًا , وبالتالي يؤدي إلى العجز في فهمه . (رشدي ، طعيمة ومحمد ، مناع ، 2000 ، 53) .
و للنحو أهمية کبرى بين فروع اللغة العربية؛ لدوره المهم في فهم المقروء , وفي الاستماع والتعبير السليم شفهيًا وکتابيًا , وتتأکد أهمية النحو بالنسبة للمتعلم في أنه يحمل العبء الأکبر في الدقة اللغوية, وأن أي قصور في دراسة النحو وتطبيقه سيتبعه قصور في استخدامه اللغوي (إسماعيل، إبراهيم ، 2007، 282) . فمراعاة النحو تضمن التواصل السليم بين الذين يتحدثون و الذين يتلقون هذا الحديث، فلا تفسد عليهم الأخطاء حسن التلقي ويسر الفهم، فالخطأ في النحو قد يقلب معني العبارة رأسًا على عقب ويسئ فهم صاحبه . ( علي ، الشوملي ، 2007 ، 193 ).
فالقواعد النحوية تصون اللسان من الخطأ, وتدرأ الزلل عن القلم, وهي التي تضبط قوانين اللغة الصوتية, وتراکيب الکلمة والجملة, وهي ضرورة لا يُستغنى عنها, وعليها تعتمد الدراسة في کل لغة " . ( عبد الفتاح ، البجة ,1999 ، 245 ) .
والقواعد ليست غاية لذاتها ولکنها وسيلة إلى ضبط الکلام وتصحيح الأساليب وتقويم اللسان, وتحقق دراستها العديد من الأغراض تتمثل فيما يلي :
- تساعد القواعد في تصحيح الأساليب وخلوها من الخطأ النحوي الذي يذهب بجمالها , فيستطيع التلميذ بتعلمها أن يفهم وجه الخطأ فيما يکتب فيتجنبه , وفي ذلک اقتصاد للوقت والجهد .
- تحمل التلاميذ على التفکير, وإدراک الفروق الدقيقة بين التراکيب والعبارات والجمل .
- تنمي المادة اللغوية للتلاميذ, بفضل ما يدرسونه ويبحثونه من عبارات وأمثلة تدور حول بيئتهم, وتعبر عن ميولهم .
- تنظم معلومات التلاميذ اللغوية تنظيمًا يُسهل عليهم الانتفاع بها, ويمکنهم من نقد الأساليب والعبارات نقدًا يبين لهم وجه الغموض, وأسباب الرکاکة في هذه الأساليب (حسن ، شحاته , 1999، 201) .
ونظرًا لطبيعة مفاهيم النحو التجريدة التي تستلزم ممن يتعلمها التزود بقدرة خاصة على الفهم تمکنه من الاستقراء والتطبيق والتعليل فإن الطريقة السائدة لا تراعي أيا من ذلک, وإنما تقوم على التدريس من جانب المعلم والتلقي السلبي من جانب المتعلم الذي يحاول فک رموز القاعدة والمصطلحات النحوية فلا يستطيع إلى ذلک سبيلا, ومن ثم فقد عجز التلميذ عن اکتساب المفهوم النحوي؛ الأمر الذي أدي إلى شيوع الأخطاء النحوية عند الحديث أو الکتابة , ومن ثم کان لابد من الترکيز على طرق تدريس مناسبة لتعلم المفهوم النحوي تحقيق الأهداف المرجوة و تساعد علي تطبيق المفهوم النحوي لا مجرد معرفة اسمه وحفظ تعريفه فحسب (سامية، محمود, 2007) .
ويعد التعلم بالنمذجة من أقوى الطرق التعليمية ؛ لأن تأثيره يکون متنوعًا حيث النماذج المتعددة التي يتم تقليدها (ثناء، محمد, 2005 ، 24) ، فإستراتيجية النمذجة من الإستراتيجيات التي أثبتت فاعليتها العديد من الدراسات منها : ( ثناء محمد محمد , 2005 ) ، (سمير صلاح و وليد الکندري , 2006) . (خالد الباز , 2007) . (عزت عبد الرءوف على, 2007) . (ثناء عبد المنعم رجب , 2009) .
ويستند التعلم بالنمذجة إلى نظرية التعلم الاجتماعي (( Social Learning Theory التي تولي أهمية کبيرة للتعلم عن طريق الملاحظة والتقليد ( خالد، يوسف, 2000، 38 ) .
تشرح هذه النظرية کيف أن التعلم يمکن أن يحدث من خلال قدرة الأشخاص على ملاحظة سلوک أفراد آخرين, وتوجد ثلاثة فروض لتدعيم هذه النظرية :
1- إن العمليات الذهنية التي تحدث في ذهن المتعلم والقدرة على اتخاذ القرار تعد مهمة جدًا في عملية التعلم .
2- إن التفاعل بين البيئة والشخصية والسلوک يکون مسئولا عن إحراز تعلم أکثر.
3- إن عائد التعلم يکون في صورة إشارات سلوکية أو أشياء مرئية تصدرمن الشخص المتعلم . (زاهر، أحمد, 1996، 61 ) .
وفي ضوء ما يراه کل من ( صفاء، الأعسر، 1998، 195 ) و ( کمال، زيتون ، 2002، 255) و (حسن ، زيتون ، 2005، 59) و (عوض، التودري ، 2009 ، 180) من أن وجود التکنولوجيا في التعليم بات أمرًا لابد منه ولا يمکن تجاهله . وفي ضوء التسارع في مجال التطوير التکنولوجي بوجه عام وفي تکنولوجيا التعليم والتعلم بوجه خاص ؛ أصبحت المستحدثات التکنولوجية ضرورة واجبة الاستخدام مع کافة الطلاب في جميع المراحل التعليمية. (عبد العزيز ، محمود 2009 ، 295) .
وقد أوصى المؤتمر العلمي الرابع للجمعية المصرية لتکنولوجيا التعليم تحت عنوان" تکنولوجيا التعليم النظرية والتطبيق " بضرورة تطوير المقررات الدراسية وطرق تدريسها بما يتناسب مع مستحدثات تکنولوجيا التعليم المتقدمة بما يحقق معدلات تعلم أعلى, إضافة إلى تحسين اتجاهات الطلاب نحو تلک التکنولوجيا لمواجهة متطلبات القرن الحادي والعشرين , ومن أهم التکنولوجيات الحديثة التي أکد عليها المؤتمر تکنولوجيا الوسائط الفائقة، ( محمود، جليلة ، 2007، 5 ) والتي ترى وفيقة سالم وکلُ من Mchelle ( 1999 ) والغريب زهران (2001 ) أنها أحد المستحدثات التکنولوجية التي تسمح لکل من المتعلم والمبتدئ باکتشاف وإدراک وفهم المعلومات التي يحتاج إليها بسرعة و تتضمن الصور التحليلية و الرسوم المتحرکة وصور الفيديو، وتسجيلات صوتية والنص والرسوم البيانية . (أمل ، علي وأخرون ، عائشة 2007 ) .